يُنظر عادة للرجل الذي يرتدي تنورة على أنه مشوش ذهنيا أو مخنث. ولكن هذه النظرة بدأت تتغير إذ بات بعض الرجال يشعرون بأنهم يصيرون أكثر رجولة من غيرهم حين يرتدون تنانير. ويحاول مصممو الازياء في الوقت الراهن إعادة إحياء التنورة باعتبارها رمزاً للرجولة الحديثة والمتحررة. وتتنوع تصاميم التنورة التي يرتديها الرجال من بسيطة للغاية إلى تلك التي تزينها الورود وتحمل طابعاً رومانسياً. ويمكن للمرء رؤية مثل هذه التنانير في معرض يحمل عنوان"رجال يرتدون تنانير"والذي تنطلق فعالياته في 2 آذار مارس المقبل في متحف"كاسا دي فاكاس"في العاصمة الاسبانية مدريد. ومن بين التنانير ال 75 التي يقدمها المعرض بعض التنانير ذات الطابع التقليدي مثل تلك التي يرتديها الدراويش في تركيا أو التي تغطي الجسد ويرتديها الرجال في الهند والبرازيل ونيجيريا. وحتى في أكثر تصاميمها ذات الطابع الانثوي والالوان الزاهية تؤكد التنانير كيف صارت رمزاً للرجولة اذ توضع على تماثيل العرض المخصصة لملابس الرجال. ويمكن القول إن التنانير المصنوعة من الجلد الطبيعي كانت من بين أولى أشكال الملابس التي عرفتها البشرية كما أن الرجال ارتدوا أنماطاً مختلفة في مختلف الحضارات من السومرية وحتى حضارة بلاد الرافدين. ففي مصر الفرعونية على سبيل المثال كان مسؤولو المحاكم يرتدون تنورة ذات طيات مصنوعة من الكتان فيما كان فراعنة الدولة القديمة يفضلون ارتداء التنورة وفوقها إزار. وكانت السترات الطويلة هي الرداء الشائع بين الرجال في اليونان القديمة بينما حظر الرومان على النساء ارتداء العباءة التي كانت مخصصة للذكور ممن ولدوا أحراراً وليسوا عبيداً. كما كان الجنود في الحضارتين الاغريقية والرومانية يحرصون على كشف سيقانهم مفتولة العضلات علامة القوة والنشاط ويرتدي الرجال في اسكتلندا تنانير أياناً. وفي القرن ال 14 صارت السترات الطويلة قصيرة في أوروبا وهو ما دفع البابا أوربانوس الخامس إلى السعي لحظر ارتدائها إلا أنه لم يحقق نجاحا. ويقول خبير الازياء أندرو بولتون إن القرن ذاته شهد أيضاً بداية ظهور التباين بين ثياب الرجال والنساء في القارة الاوروبية في حين صارت السراويل الطويلة أكثر جذباً للرجال الباحثين عن الاناقة منذ آخر القرن ال 18. ومع عودة موجة تصاميم الازياء التي يمكن للرجال والنساء ارتداؤها دون فرق في القرن ال 20 أقدم العديد من مصممي الازياء على محاولات جريئة لاحياء موضة تنانير الرجال مرة أخرى. ويحوي معرض مدريد عدداً كبيراً من التصاميم التي يقدمها مصممو أزياء نسائية أسبان معاصرون في هذا الصدد.