أعلنت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس رسمياً امس انها اختارت القيادي الشاب في الحركة اسماعيل هنية رئيساً للحكومة الفلسطينية المقبلة وستبلغ قرارها للرئيس محمود عباس حتى يكلفه تشكيل الحكومة. وقال الناطق باسم كتلة "حماس" البرلمانية في قطاع غزة الدكتور صلاح البردويل ل "الحياة" امس ان هيئة الشورى في الحركة في الداخل والخارج اختارت هنية لرئاسة الحكومة، الأمر الذي أكده هنية نفسه في حديث للصحافيين في منزله في مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة أمس. واعلن هنية ان قرار اختياره "يعكس قرار الحركة في الضفة والقطاع والخارج والسجون". وفي خطاب مختلف عن سابقيه من رؤساء الحكومات أو وزراء السلطة الفلسطينية، تمنى هنية من "رب العرش الكريم ان يعيننا على تحمل هذه المسؤولية وحمل هذه الأمانة لنعكس عظمة القضية الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني المرابط حتى عودة الحقوق المغتصبة". ولفت الى تشكيل طاقم تفاوضي برئاسة رئيس كتلة "حماس" في المجلس التشريعي الدكتور محمود الزهار وعضوية النائبين يحيى موسى والبردويل لبدء حوار مع القوى والفصائل والكتل النيابية للمشاركة في الحكومة المنوي تشكيلها. وندد هنية بالعقوبات التي أقرتها الحكومة الاسرائيلية امس ضد الشعب الفلسطيني، التي جاءت في اعقاب فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية في 25 الشهر الماضي وحصدت فيها 74 مقعداً من أصل 132 مقعداً من مقاعد المجلس التشريعي. واعتبر ان "هذه الاجراءات تعكس رغبة اسرائيلية في ابقاء المنطقة بعيدا عن الاستقرار"، و"تسير في الاتجاه نفسه الذي يسعى الى تركيع الشعب الفلسطيني ومحاولة ضرب ارادته والالتفاف على الخيار الديموقراطي العظيم الذي عبر عنه الشعب الفلسطيني". واعرب عن عدم اكتراث الحركة لاعتبار اسرائيل السلطة "عدواً"، وقال: "في السابق قالوا ان حماس حركة ارهابية، واليوم السلطة ارهابية، وغداً سيقولون ان الشعب الفلسطيني كله ارهابي، وهذه مصطلحات لا تؤثر علينا كثيراً". ولفت الى الملفات السياسية والاقتصادية والامن الداخلي والاصلاحات الشاملة في المؤسسة الفلسطينية التي تنتظر الحكومة العتيدة. وعن سبل التغلب على الازمات الاقتصادية والمالية في السلطة، قال هنية ان "الاجراءات التي سنقوم بها في اطار الخطة الاقتصادية ستعتمد على العامل الفلسطيني اولاً، ثم الانفتاح على عالمنا العربي والاسلامي"، مشيراً الى ان "الاشارات التي وصلتنا من العديد من دولنا العربية والاسلامية اشارات مطمئنة"، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. وعن شكل الحكومة المقبلة، اكد أن "حماس" ستحرص على ان "تكون حكومة وحدة وطنية وان تتشكل من ائتلاف وطني واسع ومن المستقلين"، مشددا على ان "الحكومة ستكون حريصة على الانفتاح على كل الاسرة الدولية وهي تتحرك على قواعد واصول حماية الحقوق الفلسطينية". وقال ان الحوار في ما يتعلق بتشكيلة الحكومة مع الرئيس عباس سيبدأ فور وصوله الى قطاع غزة الذي كان مقررا مساء امس حسب الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة الذي اضاف لوكالة "فرانس برس" ان عباس "بدأ مشاورات مع رؤساء الكتل البرلمانية". والتقى عباس قبل توجهه الى غزة امس رئيس المجلس التشريعي الجديد عزيز الدويك. وفي هذا السياق، كشف البردويل ان "حماس" اجرت اتصالات برئيس كتلة "فتح" في التشريعي النائب عزام الأحمد الذي وعد بالقدوم الى غزة "لاجراء مشاورات حول تشكيلة الحكومة". واشار الى ان وفد الحركة الترويكا المؤلف من الزهار وموسى والبردويل، سيلتقي اليوم ممثلين عن كل من الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين للبحث في سبل انضمام الجبهتين للحكومة المقبلة. وعتبر الأحمد ان ما هو موجود حتى الآن لا يشجع على مشاركة "فتح" في الحكومة، لكنه اضاف: "ننتظر اذا كان برنامج حماس فيه جديد ويلتقي مع برنامج فتح ويتقاطع معه... وهو برنامج منظمة التحرير من الزاوية السياسية".