اختارت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس أمس وجوهاً برلمانية يرجح أن يؤدي تثبيتها بالانتخاب بعد غد السبت الى انطلاق اجراءات اسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية. واعلنت"حماس"ايضاً انها ستشكل حكومة ائتلافية معظم اعضائها من التكنوقراط من خارج المجلس على اساس برنامج متفق عليه. وفي غضون ذلك، استعدت اسرائيل لوضع اللمسات الأخيرة على استراتيجيتها تجاه الفلسطينيين بعد اقتراب"حماس"من تولي مقاليد السلطة وسط معلومات تشير الى انها تعتزم تضييق الخناق على السلطة الفلسطينية لزعزعة اركانها واسقاط الحكومة المقبلة برئاسة"حماس"تمهيداً لحل المجلس التشريعي واجراء انتخابات جديدة. راجع ص5 وكشف الناطق باسم كتلة"حماس"عن قطاع غزة في المجلس التشريعي الدكتور صلاح البردويل ان الكتلة"اختارت داخلياً النائب عن دائرة الخليل البروفيسور عزيز الدويك رئيساً للمجلس التشريعي الجديد الذي سيتم تنصيبه السبت في جلسة اولى يلقي خلالها الرئيس محمود عباس خطاباً سياسياً مهماً. والدويك هو استاذ الجغرافيا في جامعة النجاح في نابلس والنائب عن دائرة الخليل والأبرز بين نواب الحركة في الضفة الغربية. ويحظى منصب رئيس المجلس التشريعي بأهمية كبيرة بالنظر الى انه يخلف رئيس السلطة في حالات الاستقالة والوفاة والعزل. كما انه يشكل رئيس هيئة أركان المجلس في ادارة وتوجيه التشريعات والقوانين والقرارات. واضاف البردويل ان القيادي البارز في الحركة محمود الزهار، وهو من قطاع غزة ويعتبر من المتشددين، اختير ليرأس كتلتها البرلمانية. وقال مصدر مطلع ل"الحياة"انه ما دام رئيس المجلس الدويك من الضفة الغربية، فإن رئيس الحكومة سيكون من قطاع غزة عملاً بالتقسيم المناطقي، وهذا يعني أن القيادي المعتدل في الحركة اسماعيل هنية سيكون رئيس الحكومة المقبلة. وكشف البردويل ان احد المعايير التي وضعتها الحركة لتشكيل الحكومة هو ان"يكون معظم اعضائها من خارج المجلس التشريعي، أي من التكنوقراط وان تكون الحكومة ائتلافية مع الفصائل الاخرى وفق برنامج يتفق عليه". من جهة اخرى، أكدت تصريحات كبار المسؤولين الاسرائيليين واجتماعاتهم مع قادة المؤسسة العسكرية لبلورة موقف من السلطة الفلسطينية وحكومتها العتيدة المتوقع ان تقودها"حماس"ان اسرائيل تتجه فعلاً نحو فرض حصار شامل على السلطة الفلسطينية، ديبلوماسي ومالي، بغية زعزعة أركانها واسقاط الحكومة الجديدة والتمهيد لانتخابات تشريعية جديدة تعوّل فيها على تصويت الفلسطينيين لحركة"فتح"بعد ان يكونوا عانوا"نتائج"اختيارهم"حماس". ويتوقع ان تحسم الحكومة الاسرائيلية أمرها غداً الجمعة حين تقدم المؤسسة العسكرية توصياتها للقائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت ليبت فيها قبل دخول السبت، موعد التئام المجلس التشريعي الفلسطيني الجديد وانتخابه رئيسه وهيئاته. وكانت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني عقدت مساء أمس"اجتماعاً تشاورياً"بمشاركة ممثلين عن الأجهزة الأمنية كافة لبحث"مصير"المستحقات المالية الشهرية للسلطة الفلسطينية التي تجبيها اسرائيل رسوماً جمركية على البضائع المستوردة للسلطة عبر الموانئ الاسرائيلية، واليوم يعقد وزير الدفاع شاؤول موفاز اجتماعاً مماثلاً يتلقى خلاله"توصيات مبلورة"من قادة الجيش حول سبل تضييق الخناق على الفلسطينيين من اغلاق معابر وحجز أموال ووقف التعاون الاقتصادي وتقييد حرية الحركة لأركان السلطة وغيرها من اجراءات تجعل الفلسطينيين يئنون تحت وطأتها. وهدد موفاز في حديث الى صحيفة"يديعوت أحرونوت"ان اسرائيل ستقطع كل اتصال مع السلطة خلال أيام"في حال اختار المجلس التشريعي ممثلاً عن"حماس"رئيساً له". وقال ان اسرائيل قد تدفع نحو خطوات تقود الى انتخابات جديدة في السلطة الفلسطينية. وتوقعت صحيفة"هآرتس"أن تخلص"المشاورات"التي يجريها أقطاب الدولة العبرية الى قرار بتوجيه انذار نهائي الى الرئيس عباس بالعمل فوراً على نزع أسلحة الفصائل"لأن الخيار الثاني أمامه هو قطع العلاقات ووقف الاتصالات معه". الى ذلك، أ ف ب، حدد مستشار الرئيس الفلسطيني للأمن القومي جبريل الرجوب امس ثلاثة شروط لمشاركة حركة"فتح"في حكومة تشكلها"حماس"وقال للصحافيين بعد لقاء مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه يأمل بأن"تتخذ حماس خطوات للحصول على الشرعية العربية والفلسطينية والدولية من خلال قبول دولتين فلسطينية واسرائيلية وقبول الاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع اسرائيل وقبول مبادرة السلام العربية". واضاف ان"قبول حماس بهذه الأمور يمكنها من تشكيل حكومة تشارك فيها فتح وتشكل رافعة للقضية الفلسطينية".