سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فرنسا قد تلجأ إلى مجلس الأمن إذا استهدفت سفارتها بدمشق . الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته الى "التهدئة والاحترام" وإيطاليا وألمانيا تعتبران تظاهرات سورية "منظمة"
جدد الاتحاد الأوروبي أمس، دعوته الى"الهدوء والحوار للخروج من دوامة الخلاف والعنف"الذي تخلل تظاهرات إسلامية احتجاجاً على نشر صحف دنماركية وأوروبية رسوماً مسيئة الى النبي محمد ص، في وقت اعتبرت روماوبرلين أن التظاهرات في دمشق وطهران، والتي استهدفت فيها السفارات الدنماركية والنروجية والنمسوية،"منظمة". جاء ذلك في وقت ذكّرت فرنسا سورية بأن"على عاتقها ضمان أمن"السفارة الفرنسية في دمشق حيث كان من المقرر أن تنظم أمامها تظاهرة احتجاجاً على نشر الرسوم، لكن أحداً لم يظهر في الموعد المحدد لها. وكانت بيانات تدعو الى التظاهر أمام السفارة الفرنسية، أُلصقت ليل أول من أمس على جدران مساجد في دمشق،"احتجاجاً على الاستهزاء برسولنا وديننا"، بحسب بيان حصلت عليه وكالة"فرانس برس". وأعرب مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية دوني سيمونو رداً على سؤال حول نية فرنسا تقديم شكوى أمام المحافل الدولية في حال حصول اضطرابات، عن"أمله في عدم الوصول الى ذلك، وفي أن تجري هذه التظاهرة في هدوء وأن لا تؤدي الى تدهور"الوضع. لكنه ذكّر بأن هناك محادثات"داخل الاتحاد الأوروبي وعلى مستوى الأممالمتحدة"حول احتمال إحالة القضية الى المحافل الدولية. وفي برلين، اتهمت الحكومة الألمانية إيران باستغلال تظاهرات المسلمين للالتفاف على المجتمع الدولي. واعتبر وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية غيرنوت إرلر أن المرء"يلحظ رابطاً بين الموقف الموحد للمجتمع الدولي من الخلاف النووي مع إيران وبين التظاهرات العنيفة المنظمة جزئياً ضد الكاريكاتورات والموجهة ضد ممثليات ديبلوماسية"، لافتاً الى أن هذا الأمر"يدفع الى الحديث عن تظاهرات منظمة". وفي روما، اعتبر وزير الخارجية الايطالي جيانفرانكو فيني ليل أول من أمس أن التظاهرات في العالم الاسلامي"منظمة". وقال فيني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الايطالية انسا:"بعد نشر الرسوم، حدثت ردة فعل في العالم الاسلامي توحي بوجود تنظيم لكل هذه التظاهرات"، معتبراً أن"أحدهم نفخ في النار". وأوضح أنه"يرفض تصور أن بلداً مثل سورية لم تغض السلطات فيه النظر على الأقل عن مهاجمي السفارات"، مشيراً أيضاً الى ايران"حيث لا يمكن تصور أن النظام غير قادر على التحرك". وزاد أن"الفرق بين العالم الغربي وبعض دول الشرق الأوسط هو أن لدينا حرية في المعتقد، فيما لا وجود لذلك في عدد كبير من الدول العربية، ومن هو غير مسلم يعتبر كافراً". وأضاف أن"لدينا مجموعات صغيرة فقط تريد صداماً بين الحضارات، فيما تدرك غالبية الشعب ضرورة الحوار واحترام العالم الاسلامي". وتابع أن هناك في الشرق الأوسط"نخبة تؤمن بالاحترام بين الاديان"، في مقابل"انتشار للتعصب الثقافي". من جهته، دان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ليل أول من أمس نشر الرسوم الكاريكاتورية، لكنه استنكر"العنف الذي ينم عن تعصب". وفي بروكسيل، أعرب ممثلو الدول ال25 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن أملهم في عودة الى"الهدوء والحوار"، لكنهم لم يتخذوا أي إجراءات عملية لحماية الرعايا الأوروبيين. واجتمع سفراء الدول الأوروبية ال25 في بروكسيل ليل أول من أمس للبحث في أعمال عنف طالت ممثليات بعض بلدانهم في العالم العربي. وقالت كريستينا غالاش الناطقة باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي حضر الاجتماع:"نعتزم إعادة الوضع الى الهدوء والحوار والتفاهم للخروج من دوامة الخلاف والعنف". وأعلنت الدول ال25 نيتها"تمرير رسالة تدل على مواصلة العمل الديبلوماسي لتلمس الدول العربية والمسلمة أن لدينا ارادة حسنة لبناء آلية للحوار". وأكدت الناطقة أن سفراء دول الاتحاد لم يبحثوا في أي اجراء ينصح الرعايا الأوروبيين بعدم التوجه الى دول عربية، بعدما أعلنت الرئاسة النمساوية للاتحاد أول من أمس أنها طلبت من سورية ولبنان والسلطة الفلسطينية حماية الرعايا الأوروبيين بعد التظاهرات العنيفة. بعدما كانت واشنطن أعلنت تفهمها مشاعر الغضب في العالم الاسلامي على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى النبي محمد ص، أعرب البيت الأبيض عن أمله في إدانة"خطاب الكراهية"ضد المسيحيين واليهود. وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان"نتفهم تماماً أن يعتبر مسلمون هذه الرسوم مهينة. لكننا ندين أيضاً جميع أعمال العنف المرتبطة ... بهذه الرسوم أيا كان مصدرها". وأكد الناطق:"نود أيضاً أن يعبر الناس الذي ينتقدون هذه الرسوم، عن معارضتهم بقوة كل خطاب ينم عن كراهية بما في ذلك رسوم ومقالات في العالم العربي تتبنى في معظم الأحيان وجهات نظر معادية للسامية وللمسيحيين". وشدد ماكليلان على"أهمية حق الناس في التعبير عن أفكارهم وحرية الكلام في المجتمع". لكن في بلد يشكل فيه الدين موضوعاً مهماً للجدل السياسي، اعتبر أن هذه المبادئ تترافق مع"مسؤوليات"، مؤكداً أن"من المهم وجود تسامح واحترام الأفراد من جميع المجموعات وجميع المعتقدات الدينية". الى ذلك، اتهم الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك مجدداً النظام السوري بتنظيم هذه التظاهرات. وقال إن"سورية ليست بلداً تجري فيه تظاهرات عفوية".