بينما تبحث الولاياتالمتحدة في سبل تخفيف اعتمادها على الشرق الأوسط كمصدر للنفط والغاز، تتطلع أوروبا الى التقرّب من المصدر الشرق أوسطي. ولا تفوت فيينا، منذ توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي، فرصة لتقديم ملف الطاقة على الملفات الأخرى. وأعلن الوزير النمسوي جلسة استثنائية لمجلس الوزراء الأوروبي، تحضيراً للقمة في حزيران يونيو الآتي والبحث في سياسة مشتركة للطاقة. وهذه سياسة ذكّر غيابها مواطني دول الاتحاد الأوروبي بأزمة الغاز الروسي وقسوتها. وكان البولنديون قدّموا، في مؤتمر دافوس، خطتهم للتحرك. وهي تقترح معاهدة أوروبية تسعى الى تنويع المزودين، وزيادة سعة التخزين وتنظيم تبادل الطاقة بين الدول الأعضاء. وفي ظل هذه الفورة، قررت ثماني دول بأوروبا الوسطى، من رومانيا الى بولندا، مروراً بكرواتيا والنمسا، رسم استراتيجية مشتركة، في اطار الاتحاد، ترمي الى تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي. وتعتزم المجر وكرواتيا مد خط غاز يتصل بمحطة على البحر الأدرياتيكي، يُضخ فيه الغاز السائل من شمال أفريقيا والشرق الأدنى، بغية تنويع مصادر الغاز الى أوروبا. وأخيراً، ثمة مشروع خط الغاز بين إيران وأوروبا، الذي يتطلع اليه النمسويون. ولكن في ظل الأزمات بين إيران وشركائها الأوروبيين، لا مناص من التساؤل عما اذا كان هذا التنويع مدروساً. عن دومينيك بايار،"راديو فرانس انترناسيونال"الفرنسية، 2/2/2006