صوفيا - أ ف ب - تعهدت نحو ثلاثين دولة منتجة للغاز ومستهلكة له أمس في صوفيا، بتنويع مصادر الغاز ومعابره إلى أوروبا لتفادي أزمات مثل التي حصلت في كانون الثاني (يناير)، لكنها لم تسجل تقدماً حول المشروعين الكبيرين لأنبوبي الغاز الجاري تنفيذهما: «نابوكو» و «ساوث ستريم». وشدد ممثلو 28 دولة أوروبية ومن آسيا الوسطى والشرق الأوسط في القمة التي استغرقت يومين، في بيانهم الختامي على «اكبر قدر من التنويع والمنافسة والشفافية على مستوى اوجه شبكة الإمدادات» بهدف «تعزيز التنمية الاقتصادية أمن الطاقة» خصوصاً. وقالوا: «ينبغي وجود علاقة تعاون فعّال ودائم بين المنتجين ودول العبور والدول المستهلكة استجابةً للأوضاع الطارئة وجعل الأسواق اكثر فعالية». وكرد مباشر على أزمة كانون الثاني، شدّد البيان الختامي على انه «ينبغي على كل دول العبور أن تضمن تدفق الغاز من دون مشاكل» وأن تطبق بنود عقودها. وإضافة إلى بناء مصبات الغاز الطبيعي المسال ومراكز التخزين ومحطات وصل افضل بين الشبكات في أوروبا، لم يلحظ البيان أي مشروع ملموس ينفّذ بالشراكة. واكتفى بتقديم دعمه إلى «كل المشاريع المتعلقة بالغاز في منطقتي البحر الأسود وبحر قزوين وجنوب شرقي أوروبا». ومع ذلك، فإن المحادثات تناولت خلال اليومين، مشروعين كبيرين لمد أنبوبي غاز عملاقين هما أنبوب غاز «نابوكو» الذي يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي لخفض التبعية للغاز الروسي، ومنافسه أنبوب غاز «ساوث ستريم» الذي تنفذّه المجموعتان الروسية «غازبروم» والإيطالية «ايني». وشكّلت مقاطعة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين للقمة، دلالة على خلافات حول المقاربة في مجال أمن الطاقة في أوروبا، لأن موسكو وصوفيا تختلفان في شأن تفسير اتفاقات مبدئية موقعة في كانون الثاني 2008 حول مشروع «ساوث ستريم». وينقل أنبوب غاز «نابوكو» الذي أطلق عام 2002، الغاز على طول 3300 كيلومتر في حركة التفاف حول روسيا، انطلاقاً من تركيا عبر اليونان وبلغاريا ورومانيا والمجر للوصول إلى منصة التوزيع النمسوية في بومغارتن جنوب فيينا. ويواجه المشروع صعوبات في إيجاد اتفاق سياسي بين الدول المنخرطة فيه، إضافة إلى الأموال اللازمة لتغطية تكاليفه المقدرة ب 7.9 بليون يورو. ويتعثر مشروع «ساوث ستريم» من جهته أمام تحفظات شركاء موسكو ولا سيما بلغاريا. وتشير التوقعات الحالية إلى أن الأنبوبين لن ينقلا أولى كميات الغاز إلى أوروبا الشرقية والشمالية إلا في حدود 2014.