في"ميونيخ"، يروي سبيلبرغ حادثة ماضية ويدعو المشاهدين الى الحكم على الحاضر بناء عليها. فيفسر ماضي النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي على ضوء حاضره، وعلى ضوء الحرب على الإرهاب الراهنة. فپ"ميونيخ"ليس فيلماً وثائقياً أو خيالياً، بل هو نوع جديد من الأفلام يزدهر في الولاياتالمتحدة، ويندرج في مناقشة استعمال الديموقراطيات القوة في مكافحة الإرهاب، وجوازه الأخلاقي. وعلى خلاف اتهامات النقاد، لا يساوي سبيلبرغ الضحية بالجلاد. فهو يميز قتل المدنيين من قتل المقاتلين. ويناقش سبيلبرغ مبررات استعمال القوة في الحرب على الإرهاب. ويقسم هذه المبررات الى أربعة أنواع: العقاب، وإقناع الخصم بالعدول عن مساعيه، وإضعاف الخصم، واستباق العدوان عليه. ويفترض أن الرد على عملية"ميونيخ"أدى الى تعاظم العنف. ولعل هذا الافتراض صدى للهموم الراهنة، على رغم إثارته جدلاً حول صحته التاريخية. ويطرح سبيلبرغ سؤالاً سياسياً وعسكرياً واخلاقياً وحقوقياً عن مشروعية لجوء دولة تمنع عقوبة الاعدام الى ضربات استباقية تقضي على من يظن فيه الخطر على أمن مواطنيها. عن آرييل كولونوس استاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا بنيويورك،"لوموند"الفرنسية، 1/2/2006