شهدت الدنمارك أمس، ثلاث تظاهرات نظم إحداها مسلمو هذا البلد احتجاجاً على نشر صحيفة دنماركية 12 رسماً كاريكاتورياً مسيئاً الى النبي محمد ص، فيما احتج اليمين المتطرف على حرق العلم الدنماركي و"الاعتداء"الاسلامي على كوبنهاغن. كما تجمع متظاهرون من اليسار المتطرف في مدينة هيلرود شمال غربي كوبنهاغن احتجاجاً على تعبئة اليمين الدنماركي المتطرف الذي دان"اعتداء"للمسلمين على الدنمارك. وفي أعقاب تظاهرة اليسار المتشدد، نظمت مسيرة لليمين المتطرف في المدينة ذاتها، وسط مخاوف الشرطة من حصول أعمال عنف. وتأتي هذه التظاهرات في وقت يحتدم فيه الجدل في العالم إثر نشر صحيفة دنماركية 12 رسماً كاريكاتورياً يصور أحدها النبي محمد ص معتمراً عمامة على شكل قنبلة. وبحسب شرطة كوبنهاغن، فإن ناشطي"حزب الشعب الاشتراكي"يسار متطرف أرادوا الاحتجاج على تجمع اليمين المتطرف"الجبهة الدنماركية"الذي دان على موقعه على الانترنت"تساهل النخبة في الدنمارك في مواجهة الاعتداءات الأخيرة للمسلمين على بلدنا وعلمنا". وأعرب الناطق باسم شرطة كوبنهاغن فليمينغ ستين مونش عن خشيته من وقوع أعمال عنف، متوقعاً"أن يظهر ناشطون فوضويون ومثيرو اضطرابات خلال هذه التظاهرة"، وذلك قبيل بدء مسيرة اليسار المتطرف. من جهتها، دعت"الجبهة الدنماركية"مناصريها الى التظاهر"في هدوء"، واعتبرت أن التظاهرة المضادة لليسار التي اعتبرتها"مسيرة مؤيدي المسلمين"ستتيح"الكشف أمام المسلمين أن في الامكان ان نكون على خلاف في نظام ديموقراطي يعمل كما هو الحال عليه في الدنمارك". وفي كوبنهاغن، اشتبك شبان مسلمون مع الشرطة بعدما منعتهم من الصعود الى حافلة كانت ستنقلهم الى تظاهرة اسلامية في شمال العاصمة. وألقى حوالي 300 شاب زجاجات وحجارة على رجال الشرطة، قبل تفريقهم وذلك من دون وقوع اصابات. وعلى رغم وجود حوالي مئتي ألف مسلم في الدنمارك، إلا أن الجالية المسلمة لم تنظم تظاهرات حاشدة للاحتجاج على نشر الرسوم. وفي غضون ذلك، عززت صحيفة"يلاندس بوستن"التي كانت أول من نشر هذه الرسوم، الاجراءات الأمنية في مقرها ونشرت حراساً على مدخل مكاتبها. من جهة ثانية، أشار استطلاع للرأي أجرته الاذاعة الدنماركية أول من أمس الى أن الدنماركيين منقسمون حول نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد ص في الصحافة. وبحسب هذا الاستطلاع الذي شمل عينة من 509 أشخاص تزيد أعمارهم عن الثامنة عشرة، فإن 47 في المئة من الدنماركيين يعتبرون أنه كان يفترض بصحيفة"يلاندس-بوستن"، ونظراً الى ردود الفعل العنيفة من المسلمين، الامتناع عن نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية.