أكدت مصادر متطابقة أن أجهزة الأمن الجزائرية أوقفت قبل أيام أوروبياً من أصول مغاربية خلال زيارة للجزائر للاشتباه في انه كان في طريقه للالتحاق بمعاقل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"لتزويدها تكنولوجيات متطورة تسهّل لها هجماتها. وقال مصدر موثوق به ل"الحياة"، مساء أمس، ان الشخص الموقوف يدعى"ش.عقيل"وهو فرنسي من أصل مغربي يُشتبه في أنه جاء إلى الجزائر بناء على رغبة من"أبو مصعب عبدالودود"واسمه الحقيقي عبدالمالك دردقال، أمير"الجماعة السلفية"، لنقل أحدث التكنولوجيات المعتمدة في التفجير عن بعد. وقال خبراء في الشأن الأمني إن الموقوف ربما كان على صلة بناشطين جزائريين وأجانب في تنظيم"القاعدة"بزعامة أسامة بن لادن، وانه جاء إلى الجزائر أخيراً لنيل"تأهيل ميداني"في معاقل"الجماعة السلفية"لفترة محدودة في انتظار انتقاله لاحقاً إلى العراق حيث يشتبه في أنه كان أيضاً على صلة بإسلاميين قريبين من أمير"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"أبي مصعب الزرقاوي. وجاء اعتقال الأوروبي المغربي الأصل ليؤكد مجدداً أن"الجماعة السلفية"تراهن على استقطاب ناشطين من الخارج لتنشيط اعتداءاتها بعد تراجع نفوذها على المشهد الأمني بسبب"النزيف الداخلي"الذي تعاني منه والذي دفع بجل قيادتها إلى تسليم أنفسهم، بينما ركن غالبية المسلحين في الجبال إلى"هدنة"غير معلنة في انتظار صدور مراسيم تطبيق مسعى السلم والمصالحة في غضون الأيام المقبلة. وقالت مصادر مطلعة إن قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي أمحمد في مجلس قضاء الجزائر قرر، الأحد الماضي، وضع المتهم الفرنسي الجنسية رهن الحبس الموقت في سجن سركاجي في العاصمة في انتظار توقيف مساعديه واحالتهم على محكمة الجنايات. واعترفت"الجماعة السلفية"في أحدث مطبوعة وزعتها على الانترنت قبل أيام بأنها تبنت فعلاً خيار تعزيز صفوفها بمقاتلين أجانب، لكنها لم تذكر أن ذلك يعود إلى تراجع عدد عناصرها سواء بسبب حال"التمرد"على القيادة الحالية أو بسبب لجوء قيادات أساسية إلى تسليم أنفسهم في مقابل إبطال المتابعات القضائية في حقهم. وأورد التنظيم المسلح في تقرير نشرته مجلة"الجماعة"أسماء بعض الأجانب في صفوفه مثل"أبو إسحاق الموريتاني"و"حمزة الموريتاني"و"عزام"من جمهورية مالي والمدعو"أحمد التونسي"وبعض هؤلاء شارك في بعض الاعتداءات مثل الهجوم على ثكنة الجيش الموريتاني في منطقة لمغيطي بداية حزيران يونيو الماضي أو الاشتباك مع فرقة تابعة للجيش الجزائري على الحدود مع مالي قبل أشهر.