أكدت مصادر في"حزب التيار الوطني الحر"ان مسودة التفاهم بين التيار وپ"حزب الله"قيد التنقيح، ولم تستبعد ان تعلن في لقاء بين النائب ميشال عون والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله"في أقرب فرصة ممكنة وربما قبل انتخابات بعبدا ? عاليه الفرعية". وعلى رغم تكتم هذه المصادر عن تفاصيل مضمون مسودة هذه الوثيقة، قالت انها"ستتعرض الى مسألة الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية والتمثيل الديبلوماسي بين لبنان وسورية وترسيم الحدود مع دمشق، كما انها ستشير الى سلاح المقاومة معتبرة ان حله لا يتم عبر تفاهم فريقين سياسيين فقط بل يتطلب مشاركة جميع القوى الفاعلة والمسؤولة والحاكمة". كما ستبحث مسودة الوثيقة، بحسب المصادر نفسها،"محاربة الفساد وأموراً خلافية أخرى". وتطرقت المصادر ذاتها الى الانتخابات الفرعية في دائرة بعبدا - عاليه والزيارة التي قام بها النائب وائل أبو فاعور الى النائب عون يوم الجمعة الماضي موفداً من رئيس"اللقاء الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط، وقالت:"ان جنبلاط لم يعرض أي اسم توافقي ولم يتطرق الى اسماء المرشحين، بل رأى ان تجنب المعركة مهم في هذه المرحلة وذلك لقطع الطريق على الذين يحاولون شق قوى 14 آذار مارس وبالأخص الفريق المسيحي وفي طليعة هؤلاء دمشق التي ستكون المستفيد الاول من المعركة وتداعياتها داخل القوى السياسية المناهضة لها". وأضافت المصادر ان رد عون"كان واضحاً وهو انه انطلاقاً من حرصه على وحدة الصف المسيحي طرح الدكتور بيار دكاش المعروف جيداً من الجميع وخصوصاً من ابناء المنطقة كمرشح تسوية لا سيما انه ليس منتمياً الى أي حزب سياسي وان كان ترشح على لائحة التغيير والاصلاح في الانتخابات الماضية". ورأت المصادر عينها ان"حظوظ التوافق قد تكون تضاعفت بعد عودة الوزراء الشيعة الى الحكم لأن بوادر الصراع بين قوتين اساسيتين في هذه الدائرة وهما الحزب التقدمي الاشتراكي وپ"حزب الله"انحسرت الى حد ما وان حصول معركة انتخابية اصبح مرتبطاً بقدرة وقابلية جنبلاط على اقناع"القوات اللبنانية"بمرشح توافقي من الافضل ان يكون الدكتور بيار دكاش او الى أقصى حد نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي وهو السقف الممكن والمقبول للتيار الحر لتجنب معركة انتخابية". واعتبرت المصادر ان التحرك الذي بدأه عدد من رؤساء البلديات في القرى والبلدات ذات الغالبية المسيحية في الدائرة المعنية والذي سيتكلل اليوم الاحد في الصرح البطريركي حيث سيقابلون البطريرك الماروني نصر الله صفير ويعرضون عليه هواجسهم والعمل من اجل السعي للتوافق،"يصب في خانة الضغوط على القوى السياسية المسيحية للعمل على تجنيب المنطقة معركة انتخابية وان الجميع اخذوا علماً بمثل هذا التوجه وانه لن يتم تجاهله ساعة اتخاذ القرار النهائي". ورأت المصادر نفسها ان عودة الوزراء الشيعة الى الحكومة"لم تحل المشكلات العالقة بينهم وبين الاكثرية في مجلس الوزراء ولكن يبدو أن تأجيل هذه الخلافات جاء لمصلحة الاثنين إذ تبين لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة انه لا يستطيع تسويق"بيروت -1"في ظل الاجواء الاعتكافية ولمس الفريق الشيعي ان بقاءه معلقاً بهذا الشكل بدأ يضر بمصالحه". ولم تقلل المصادر من اهمية الدور الذي لعبه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لايجاد المخرج"وذلك بسبب الدور الذي ينتظره كرئيس للمجلس النيابي وهو رعاية الحوار داخل البرلمان الذي دعا اليه والذي لا يمكنه القيام به وهو طرف في اعتكاف سياسي". كما ربطت المصادر ذاتها العودة"بالوضع العربي والدولي والاقليمي والذي يبدو انه يتطلب هدنة ما كي تتضح الصورة لدى الدول المهتمة وتتبلور الحلول ابتداء من امكان عدم التجديد مرة اخرى لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني مروراً بنتائج التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي من المتوقع ان تعلن خلال الخمسة أشهر المقبلة وانتهاء بما ستؤول اليه العلاقات بين الحكومة الفلسطينية التي ستشكلها حركة"حماس"واسرائيل والمجتمع الدولي مع عدم إهمال مصير الملف النووي الايراني وتداعيات ذلك على دول المنطقة".