بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف، في إسلام آباد المحطة الاخيرة من جولته الاسيوية، في قضايا استقرار المنطقة والعالم، وتنسيق العمل الإسلامي المشترك، وملف العلاقات الثنائية. وعلمت"الحياة"أن الملك عبدالله أطلع الرئيس مشرف على فحوى محادثاته الأسبوع الماضي مع القادة الهنود، والتي تناولت الخلاف بين البلدين الجارين في شبه القارة الهندية، وإمكانات تطويقه بما يضمن أمن المنطقة واستقرارها. وكان خادم الحرمين أبدى تفاؤله بمستقبل العلاقة بين نيودلهي وإسلام آباد، مشدداً على أن علاقات بلاده الثنائية تستهدف خدمة مصالح الجميع ورفاهية شعوبهم. وقال خادم الحرمين الشريفين عن محادثاته مع قادة الهند في شأن النزاع بينها وبين باكستان:"قمنا خلال زيارتنا إلى الهند بالإعراب عن أملنا في ان تنجح المباحثات بين البلدين في الوصول إلى الحلول المنشودة". وخاطب الملك عبدالله الرئيس الباكستاني، في كلمة خلال حفلة عشاء أقيمت على شرفه، بالقول:"ها نحن نكرر الأمر أمامكم، آملين الوصول إلى نتيجة معقولة ومقبولة، تسهم في استقرار وأمن المنطقة، والآمال فيكم معقودة". ونوه ب"الموقف الباكستاني التاريخي المشرف من القضية"، معتبراً إياه مصدر اعتزاز لكل العرب والمسلمين، متمنياً"ان يسهم هذا الموقف في الوصول إلى تسوية عادلة وحل سلمي لهذه القضية". وأكد الملك عبدالله ان علاقات بلاده مع باكستان"تجاوزت مرحلة التعايش إلى مرحلة الصمود والوقوف معاً في السراء والضراء". وقال:"صداقتنا الدائمة تتعدى البيئة الدولية المتغيرة، وتفوق كل الاعتبارات السياسية. إننا نقوم التعاون مع المملكة كمبدأ أساسي لسياسيتنا الخارجية ونظرتنا العالمية، ونؤمن ان قوتكم هي قوتنا، وأنا متقين ان هذا الشعور مشترك بيننا". واعتبر مشرف ان زيارة الملك عبدالله الأخيرة للهند"ستساعد في عملية السلام"، وخاطب خادم الحرمين الشريفين بالقول:"إننا نشيد بالتزامكم المستمر بحل قضية كشمير، وفي ذلك دلالة على تأييدكم الدائم لكل القضايا العادلة". وعلق مشرف على الوضع الحالي بين الشرق والغرب، وقال:"نحتاج إلى عمل دائم لايجاد الوئام بين الديانات والحضارات، وفي الوقت نفسه مواجهة التعصب والعداء ضد الإسلام والمجتمعات الإسلامية". واضاف:"لابد لنا ايضاً ان ننظر في داخلنا ونقضي على داء التطرف في مجتمعاتنا من خلال التربية والإصلاح". وأشار مشرف إلى العراق، قائلاً"ان الأحداث الفوضوية هناك ومشكلات شعب العراق هي مصدر قلق واضطراب لكل منا"، ودعا إلى إعادة العملية السياسية في العراق إلى الوضع الطبيعي. وتدعم الرياض وإسلام آباد الجهد الدولي في مكافحة الإرهاب، والتصدي لغلاة التطرف الديني، وترتبطان باتفاق أمني متطور لتنسيق الجهد المشترك. بيد أن لهما جهوداً حثيثة للحد من حملات تشويه الإسلام، وربط رسالته بالعنف، ووقف تصاعد موجة"تنميط"الشخصية المسلمة في الغرب خصوصاً. وتأتي زيارة الملك عبدالله لباكستان، ضمن جولته الرسمية الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم قبل أربعة شهور، إذ عقد محادثات وصفت ب"الناجحة والتاريخية"مع قادة الشرق، في الصينوالهندوماليزيا، وأخيراً باكستان. وترأس الزعيمان جلسة المحادثات الرسمية ابين البلدين، بعدما خرجا من اجتماع مغلق، فيما شهدا حفلة توقيع اتفاقات عدة، استهدفت تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ويرافق الملك عبدالله وفد رسمي، إلى جانب عدد من رجال الأعمال والمستثمرين. وأعلن خادم الحرمين على هامش الزيارة صرف مبلغ 40 مليون دولار 150 مليون ريال من أموال تبرعات الشعب السعودي للمتضررين من كارثة الزلزال، فيما وجّه بتخصيص أكثر 510 ملايين دولار لمساعدة باكستان في محنتها الإنسانية. واحتفت إسلام آباد بزيارة الملك السعودي رسمياً وشعبياً، إذ تقدم الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء شوكت عزيز مواطنيهما، لاستقبال خادم الحرمين في مطار العاصمة، فيما اصطف الآلاف على الطرقات الرئيسة ملوحين بالتحية، ورافعين أعلام البلدين، أسفل صور من الحجم الكبير غصت بها الطرقات والميادين. وكان الملك عبدالله غادر ماليزيا صباح أمس، بعدما أنهى زيارته لكوالالمبور. وكان في وداعه ملك ماليزيا ورئيس وزرائها وكبار المسؤولين.