تُنافس بعض المحطات العربية بتجهيزاتها واستوديواتها، خصوصاً، كثيراً من المحطات العالمية، إن لم تكن تتفوق عليها بهذا الجانب الذي يتطلب إنفاقاً كبيراً يتجدد من عام لآخر. والواقع أن التأثيث والفرش والديكورات التي يشاهدها المتفرج في المادة التلفزيونية ليست من باب الترف أو الإضافة،"غير المهمة"، بقدر ما تأتي خدمة للبرنامج المقدم أكان إخبارياً أو اقتصادياً أو حتى ترفيهياً، بحيث يتحول الديكور إلى جزء أساسي في البرنامج. الاهتمام بالبعد الجمالي لاستوديو البث بدأت به المحطات اللبنانية وبالأخص"المستقبل"وپ"إل بي سي"، اذ يتحول استوديو"عالم الصباح"في الأولى إلى لوحة مريحة للنظر وربما للكاميرا التي تنتقل من فقرة كاملة مع ضيوفها إلى أخرى ضمن المكان ذاته والى ثالث من دون تبديل الأستوديو مع تغيير مكان الجلوس لتصل إلى المطبخ الفخم ضمن الأستوديو ذاته! والحال يتكرر في الأستوديو المخصص لبث فقرة الصباح على"العربية"الذي يتحول بدوره الى لوحة فنية بتأثيثه وتميزه بالمشهد الأخضر بأشجاره ومياهه في خلفية المكان. فيما تفضل محطات كبرى أخرى كپ"الجزيرة"، الحفاظ على طابع"رصين"وپ"جدي"لبرنامجها الصباحي انطلاقاً من أن موضوعاته يغلب عليها أيضاً الجانب الإخباري ومطالعات الصحف العربية والأجنبية وعرض ما يقدمه موقع"الجزيرة"على الانترنت وصولاً الى قضية يومية تربوية أو اجتماعية لا تخرج معالجاتها عن النمط الجدي المميز للمحطة. في المقابل استديوات نشرات الاخبار على فضائيات"دبي"، وپ"الجزيرة"، وپ"العربية"وپ"الحياة إل بي سي"متشابهة: مذيع أو اثنان وخلفهما حركة نشطة لمحررين وراء أجهزة الحاسوب مع الحرص على إظهار لوغو المحطة، فيما تلجأ أخرى كپ"المستقبل"وپ"المنار"وپ"نيو تي في"ومعظم المحطات الرسمية العربية الى أستوديو بسيط يجلس المذيع وخلفه شارة الاخبار فقط. وإذا كانت الأخبار لا تتطلب أكثر من ذلك الديكور الذي قد يلهي المشاهد، فإن برامج أخرى لا يمكن تصورها بالحلة التي هي عليها الآن من دون ديكورها الحالي الذي يعطيها حيوية و تفعيلاً واضحين، والحال يمكن تصوره، مثلاً، مع برامج ذات جماهيرية كپ"من سيربح المليون"لجورج قرداحي على"إم بي سي"أو"خليك بالبيت"لزاهي وهبة على"المستقبل".