تلقت"حركة المقاومة الإسلامية"حماس رسائل جديدة تطالبها باحترام الالتزامات التي قبلتها السلطة الفلسطينية إن هي أرادت تشكيل الحكومة الجديدة وتفادي عزلة دولية. وتكمن أهمية الرسائل الجديدة في كونها جاءت من السلطة الفلسطينية ومصر معاً. ووصل وفد من"حماس"في الداخل برئاسة النائب سعيد صيام أمس الى مصر عبر معبر رفح. وسيصل الوفد اليوم الخميس الى العاصمة السورية للمشاركة في اجتماع لقياديي"حماس"في الداخل والخارج، والتشاور خصوصاً مع رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل والشروع بعدئذ في جولة خارجية الأسبوع المقبل بدءاً من مصر. من جهة اخرى، قال الرئيس الاميركي جورج بوش أمس في مقابلة مع وكالة"اسوشييتد برس"هي الأولى بعد إلقائه خطابه عن حالة الأمة ان رؤيا دولة فلسطينية لا يمكن تحقيقها إذا رفضت حركة"حماس"التخلي عن رغبتها في تدمير اسرائيل. وأضاف:"حماس يجب ان تتخلى عن رغبتها في تدمير اسرائيل، ويجب ان تعترف بحق اسرائيل في الوجود ويجب ان تتخلص من الجناح العسكري في حزبها. كي تكون هناك ديموقراطية وتكون هناك دولتان تعيشان جنباً الى جنب في سلام لا يمكنك ان تقبل بأن يكون في نية حزب إحدى الدولتين تدمير الدولة الأخرى". وزاد ان من السابق لأوانه معرفة النهج الذي ستتبعه"حماس". وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن لدى وصوله الى مطار عمان امس آتياً من القاهرة حيث اجرى محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ان كل حكومة فلسطينية"يجب ان تكون منسجمة تماما مع السياسة والالتزامات الفلسطينية من اوسلو حتى خريطة الطريق". ونقلت وكالة الانباء الرسمية الاردنية بترا عن عباس قوله:"حتى يكون هناك انسجام كامل في السلطة الفلسطينية، فان هذه الامور يجب ان تراعى حتى نتمكن من العمل السياسي وصولا الى الدولة الفلسطينية". مشعل الى القاهرة وأعلنت القاهرة أن رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل سيزور مصر قريباً، وكشف الناطق باسم الرئاسة السفير سليمان عواد أن الرئيس حسني مبارك شجع الرئيس الفلسطيني على المضي في ممارسة مهماته رئيساً شرعياً منتخباً للسلطة إلى أن تنتهي ولايته العام 2009، مشيراً إلى أن"أبو مازن كان يفكر في الاستقالة"وأن"الرئيس هو من أثناه عن ذلك ووعده بدعم مصر الكامل"في عملية السلام. ورداً على سؤال حول مستقبل العملية السياسية بعد فوز"حماس"، أجاب عباس الصحافيين في عمان قائلاً:"فوز حماس سيأتي بها الى الحكومة ... وهذا شيء مرحب به ونرجو الله ان يوفقوا في استكمال المسيرة والوصول الى شاطئ الامان". وكان مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان اعلن في وقت سابق امس في القاهرة ان عباس يشترط على حركة"حماس"الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف واحترام كل الاتفاقات الموقعة معها، لتكليفها تشكيل الحكومة. وقال سليمان الذي كان يتحدث بالانكليزية بعد اجتماع بين مبارك وعباس في القاهرة:"يجب ان تلتزم حماس ثلاثة امور: اولاً وقف العنف. ثانياً الالتزام بكل الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل. ثالثاً يجب ان تعترف باسرائيل". وتابع سليمان الذي حضر الاجتماع:"اذا لم تفعل ذلك لن يكلفها ابو مازن محمود عباس تشكيل الحكومة. سيشكل ابو مازن عندها الحكومة مع اطراف اخرى". ورد الناطق باسم"حماس"النائب مشير المصري في حديث ل"الحياة"على تصريحات سليمان بالقول:"اعتقد ان لقاءنا مع عباس لا يحتاج الى طرف ثالث"، مشيراً إلى أن قادة الحركة سيلتقون عباس في"اقرب فرصة وفور وصوله الى قطاع غزة". وقال ان"حماس""ستتوافق مع عباس على صيغة ومعالم الشراكة السياسية للمرحلة المقبلة"، مشدداً على ان الحركة"ستضع برنامجاً حكومياً للمرحلة المقبلة قائماً على الواقعية والتدرج والمرحلية وعلى قاعدة الثوابت الوطنية والحقوق الفلسطينية". ورداً على سؤال ان كانت الحركة ستلبي أياً من هذه الشروط التي أشار اليها سليمان ويطالب المجتمع الدولي ايضاً بتلبيتها اعتبر المصري ان هذا الموقف من اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي"يظهر مدى الانحياز لاسرائيل والابتزاز وسياسة الكيل بمكيالين"واصفاً اياه بانه"موقف مجحف في حق الشعب الفلسطيني". وكان مبارك استقبل أمس عباس ووزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني كلاً على حدة. ورغم تصريحات الوزير سليمان لوكالة الانباء الفرنسية، لم يأت الناطق باسم الرئاسة المصرية على ذكر أي شروط وأكد في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء أن مبارك حريص على أن يظل الباب مفتوحاً أمام عملية السلام، وقال:"هناك ردود أفعال عدة إزاء فوز حماس في الانتخابات وموقف مصر هو أن فوز حماس جاء نتيجة لعملية ديموقراطية"، وشدد على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار فأياًَ كان الفائز في الانتخابات الفلسطينية وأياً كان الفائز في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة عليه أن يتعامل مع التوافق الدولي العام على قضية السلام في الشرق الأوسط وقضية شعب فلسطين وحقه في قضيته. وأشار عواد إلى رؤية الرئيس الاميركي التي طرحها في حزيران يونيو 2002 و"على من فاز، ومن سيفوز في إسرائيل، أن يعمل من أجل التوصل إلى تحقيق هذه الرؤية". وقال عواد رداً على سؤال حول ما إذا كان الرئيس مبارك يعتزم لقاء أحد من"حماس"قائلاً:"خالد مشعل سيزور مصر قريباً". وعما إذا كانت المحادثات بين مبارك وعباس تناولت شكل الحكومة الجديدة بزعامة"حماس"قال عواد إنه تم التشاور حول كل هذه الأمور وان"أحداً لا يستطيع أن يعاقب الشعب الفلسطيني على خياره الديموقراطي"محذراً من حجب الدعم عن الشعب الفلسطيني الذي صوت لمصلحة سيادة الديموقراطية. على صعيد آخر، بثت الإذاعة الإسرائيلية أن أكثر من 250 شخصاً اصيبوا أمس، معظمهم بجروح طفيفة في مواجهات بين الشرطة ومستوطنين حاولوا عرقلة تدمير منازل شيدت من دون اذن في مستوطنة عمونا العشوائية في الضفة الغربية.