بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس جولة تشمل الاردن ومصر بلقاء في عمان مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي اعتبر"فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية خياراً للشعب الفلسطيني نحترمه"، في حين حذر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل من ان وقف المساعدة للسلطة الفلسطينية اثر فوز"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في انتخابات الاسبوع الماضي سيكون"كارثيا". وفي دمشق قال رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل امس تعقيباً على شروط اللجنة الرباعية الدولية والاتحاد الاوروبي لمواصلة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية وابرزها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل، ان حركته لن تخضع لهذه الشروط. وأوضح مشعل ان لا لقاء قريباً له مع الرئيس عباس ، مشيرا الى ان الجولة التي ستقوم بها قيادة"حماس"بدءاً من مصر تستهدف الحصول على"الغطاء السياسي والدعم المالي". راجع ص 4 و 5. وجاءت زيارة عباس إلى عمان في إطار توجهه إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك اليوم وقبيل توجه العاهل الأردني إلى لندن وواشنطن لإجراء محادثات رسمية هناك. وحسب بيان وزعه الديوان الملكي أمس فان الملك عبد الله الثاني دعا الفلسطينيين إلى"الإثبات للعالم أنهم شريك قادر على المضي قدما لتحقيق السلام". وقال مشعل خلال لقاء صحافي عقده على هامش استقبال قيادة"حماس"وفداً اسلامياً اردنياً جاء الى دمشق لتهنئة الحركة:"نحن لا نخضع لهذه الشروط. نحن مفوضون من غالبية الشعب في مفاوضات اشرفت عليها جهات دولية. عليهم التعامل مع القيادة الجديدة المنتخبة كما هي. نحن مستعدون للحوار لكننا سنحمل حقوق شعبنا معنا". وعن طلب وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من سورية وايران وقف دعم"حماس"، قال مشعل ان"السياسة الاميركية موغلة في الخطأ. ندعوها الى مراجعة حساباتها وموقف الرئيس فلاديمير بوتين دليل على ذلك. من مصلحة اميركا ان تراجع موقفها لانها ستجد نفسها بعد قليل منعزلة". وبعدما قال مشعل ان"حماس"تنوي بناء شراكة مع"فتح"في المستقبل، اوضح ان حركته"قادرة على النهوض بالمسؤولية لكنها ستشرك الجميع. لا يمكن لاحد ان يتجاوزها"، مشدداً على ان"لا اميركا ولا اللجنة الرباعية قادرة على حبس الخزائن والدعم المالي عن الشعب الفلسطيني". وسألته"الحياة"عن العناوين التي سيبحثها في جولته العربية، فاجاب:"نحن مطمئنون الى ان هناك تجاوباً طيباً من القادة العرب. سنحمل تطلعات شعبنا ونتشاور مع قادة الامة ونعرض موقفنا ونطلب الدعم المالي والغطاء السياسي للقضية الفلسطينية والقيادة الجديدة بعد الانتخابات"على ان يعقب ذلك"التحرك مع ابو مازن للوصول الى شراكة". وفي العاصمة الماليزية كوالالمبور حذر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امس من ان وقف المساعدة للسلطة الفلسطينية اثر فوز"حماس"في انتخابات الاسبوع الماضي سيكون"كارثيا"، وقال رداً على سؤال حول ما اذا كانت السعودية ستجري تعديلا على تمويلها للسلطة الفلسطينية:"اظن انه في حال غير اي طرف تعامله مع السلطة الفلسطينية بشكل متسرع، سيكون ذلك كارثيا". واضاف"نحتاج الى التفكير بهدوء الآن بدلا من ردات الفعل التي تقفل الباب امام الحلول السلمية". وقال الفيصل إن"منظمة حماس كانت حركة، والآن هي حكومة، وأعتقد أنهم سيتصرفون بشكل مسؤول كحكومة". واعتبر أن على المجتمع الدولي أن"يرى أولاً ماذا ستعمل هذه الحكومة، بدلاً من أن يحكم على حماس طبقاً للغة التي كانت تستخدمها عندما كانت حركة". وقال:"الاتحاد الاوروبي اصر على اجراء انتخابات في فلسطين وهذه هي نتيجة ما كان يطالب به". واعتبر ان"قول الاوروبيين الآن انهم لا يقبلون بالارادة التي عبر عنها الشعب من خلال الطرق الديموقراطية يبدو موقفا غير منطقي".