شدد رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دي فيلبان على اهمية ان تفضي الاتصالات الروسية مع حركة"حماس"الى تحقيق تقدم ايجابي في مواقفها، فيما اعتبر يفغيني بريماكوف ابرز مهندسي السياسة الروسية حيال الشرق الاوسط ان وضع شروط للحوار مع"حماس"هو"سياسة غير بناءة"، واتهم اسرائيل بتعمد اعاقة حدوث تحول ايجابي في مواقف الحركة. واجرى دي فيلبان محادثات امس في موسكو شغلت مسألة قرار روسيا اقامة اتصالات مع قادة"حماس"حيزا اساسيا فيها. وعلى رغم ان باريس كانت اعلنت انها لن تفتح قنوات اتصال مع الحركة فقد ايدت المبادرة الروسية التي اعلنها الرئيس فلاديمير بوتين قبل ايام. واستبق دي فيلبان محادثاته امس بالتأكيد على ان بلاده"تدرس الموقف في فلسطين حاليا"وقال ان الحوار بين موسكو و"حماس"ينبغي ان يفضي الى تقدم في مواقف الحركة تجاه امتناعها عن اساليب العنف والاعتراف باسرائيل، مضيفا ان اي تقدم تحرزه الديبلوماسية الروسية في هذا المجال سيشكل مؤشرا الى تقدم مهم في منطقة الشرق الاوسط. الى ذلك رجحت مصادر دبلوماسية عربية في موسكو ان يصل وفد من قياديي"حماس"الى العاصمة الروسية في 25 من الشهر الجاري، ويتوقع ان يضم الوفد رئيس المكتب السياسي خالد مشعل اضافة الى قياديين اثنين من داخل فلسطين. ومع اقتراب موعد المشاورات المتوقعة في موسكو تصاعدت الحملة المعارضة لقرار الرئيس بوتين فتح حوار مع قادة"حماس"، وانشغلت وسائل الاعلام الناطقة بالروسية الموالية لاسرائيل خلال اليومين الماضيين بشن هجوم مركز على تحرك الكرملين واظهار ما وصفته بانه"ارتباط وثيق للحركة بمنظمات ارهابية دولية بينها القاعدة والانفصاليون الشيشان"، ونقل بعضها تفاصيل تقرير موسع نشره موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية الالكتروني زعم ان"حماس"واصلت خلال السنوات الماضية تعاوناً وثيقاً مع قادة الانفصاليين في الشيشان والترويج لهم. واللافت ان صحيفة"روسيسكايا غازيتا"الروسية نشرت امس لقاء مطولاً مع احمد بقاعي احد مسؤولي حركة"فتح"وصفته بأنه من"منظري الحركة"قال فيه ان"حماس""فوجئت بالدعوة الروسية، لانها دعت دائما لتأسيس خلافة اسلامية تمتد من اسبانيا الى شمال القوقاز وتصل الى جمهوريات مسلمة في العمق الروسي مثل بشكيريا وتتارستان". وتحدث عن وجود صلات دائمة بين"حماس"والانفصاليين الشيشان". وذكر امس رئيس معهد المعلومات الجيوسياسية فاليري مانيلوف الذي ترأس الاركان العامة لفترة طويلة ان المعطيات المتوافرة لدى روسيا لم تظهر في اي وقت وجود صلة بين"حماس"والانفصاليين الشيشان، وقال ان روسيا لم تعتبر يوما"حماس"حركة ارهابية لأن معلوماتها لم تشر الى وجود انشطة من هذا النوع، واعتبر مانيلوف الانتقادات الغربية والدعايات الحاصلة حاليا محاولة للضغط على روسيا لأنها"تنتهج خطا مستقلا في التعامل مع المشكلات الاقليمية وقضايا الامن الدولي". الى ذلك، حمل رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف بقوة على الاطراف التي تسعى الى وضع"اشتراطات مسبقة لفتح حوار مع"حماس". وقال المسؤول الذي يعد ابرز مهندسي سياسة روسيا في الشرق الاوسط ان منظمة التحرير سارت نحو الاعتراف باسرائيل على مراحل عدة، معتبراً ان التدخل الخارجي القسري لاجبار"حماس"على اتخاذ خطوات بهذا الاتجاه تشكل"اعاقة لتطور طبيعي سوف تصل اليه الحركة لاحقا". ووصف هذه السياسة بانها"غير بناءة ولا موضوعية"وقال انها تعني"حشر"حماس"في الزاوية وافساح المجال لظهور اطراف متطرفة خطورتها اشد"واعتبر بريماكوف ان المطلوب حاليا من"حماس"هو الاعلان بوضوح عن"استعداها لاقامة حوار سلمي مع اسرائيل"واتهم الحكومة الاسرائيلية بتعمد وضع عراقيل امام تقدم تبدو الحركة مستعدة له من خلال اعلان المسؤولين الاسرائيليين عن مواقف متشنجة حول القدس والمستوطنات ومسألة الحدود، وزاد ان هؤلاء الاسرائيليين يريدون من"حماس ان تعود لحمل السلاح بدلا من ابداء مرونة نحو التفاوض، ولفت في حديث نشرته امس وكالة"انتر فاكس"الروسية الى خطورة"مساعي الفصل بين مؤسستي الرئاسة والحكومة الفلسطينيتين"من خلال تركيز البعض على ضرورة ابقاء ملف المفاوضات بيد الرئيس وحده.