دورا مار"عنوان المعرض الذي سيقام في 15 من الشهر الجاري حتى 22 أيار مايو 2006 في متحف بابلو بيكاسو في باريس. وسيلقي هذا المعرض الضوء على الدور المهم الذي لعبته دورا مار في حياة هذا الفنان التشكيلي بين الأعوام 1935 و 1945. واعتبرت هذه المرحلة من المراحل الأكثر خصوبة في حياة بيكاسو، ألهمته خلالها دورا مار بلوحات عديدة جسّدت الألم والحزن من بينها"المرأة التي تبكي"ولوحة"الغورنيكا"وغيرها. تعرّفت المصوّرة الفوتوغرافية دورا مار إلى بيكاسو في شتاء 1935، وكانت برفقة الفنّان اليوار. وعندما بدأ يتحدّث اليها بيكاسو، أجابته بالاسبانية. هكذا بدأت قصّة عشق ستعرض على شكل وثائق عدّة وصور في المعرض. ترعرعت دورا التي كانت من أصل يوغوسلافي ? فرنسي، في الأرجنتين وجسّدت هذه المرحلة المأسوية من حياتها في صورها. وبعيداً من كونها عشيقة حيادية، أخذت بيد بيكاسو الى عوالم جديدة. وإضافة إلى العشق الذي جمعهما، كانت تجلس معه لساعات يتحاوران ويتناقشان وتشهد على ذلك لوحات بيكاسو وصور دورا مار الفوتوغرافية. وشجّعت بيكاسو على التصوير ونفّذا معاً"فوتوغرافور"التي ستشكّل احدى اكتشافات المعرض. وكانت دورا أنيقة جداً، تهوى اعتمار القبعات التي كانت تتحوّل بريشة بيكاسو الى اشكال عدة ترواح بين الفكاهة والباروديا. الا أنّها بقيت أبداً في عيني بيكاسو"المرأة التي تبكي"التي رسمها في عام 1937. وكان بيكاسو يرى دوماً فيها المرأة التي تبكي. وقال في احدى المرّات:"لسنوات رسمتها بأشكال مشوّهة، لكن ليس من باب السادية أو المتعة. لم أكن أستطيع إلا تجسيد الصورة التي حفرت في مخيلتي، وكان هذا الحزن الحقيقة الكامنة في أعماق دورا".