باريس - أ ف ب - بيعت ثلاث لوحات من مجموعة دورا مار رفيقة بيكاسو وملهمته التى غابت قبل حوالي عام واحد فى مزاد نظمته مؤسسة بيازا وماتياس أول من امس فى باريس. وكان عثر على هذه المجموعة بعد وفاة المصورة والرسامة دورا 1907 - 1979 فى منزلها الباريسي الذي كانت لزمته مبتعدة عن الناس منذ سبعة وأربعين عاماً. وقد بيعت لوحة "المرأة الباكية" التى تعتبر من اروع لوحات المجموعة ب 37 مليون فرنك 64.6 مليون دولار فى حين لم يكن الخبراء المثمنون يتوقعون ان يزيد سعرها عن 20 مليون فرنك. انتهى بيكاسو من رسم "المرأة الباكية" التي يبلغ مقاسها 55 سم في 46 سم في 22 حزيران يونيو 1937 في خضم انشغاله بلوحة "غيرنيكا" التى رسمها خلال الحرب الاسبانية بعد شهرين من تعرض هذه المدينة الباسكية للقصف المدمر. وكانت دورا مار الوحيدة التي صوّرت المراحل المختلفة لرسم "غيرنيكا". وتعتبر "المرأة الباكية" التى تبدو فيها دورا وكانها من أبطال التراجيديات الاسطورية مع عينين على شكل دمعة وفم شوهته الشهقات وجبين مجعد تجسيداً حياً للمعاناة النفسية وآلام العالم. كان بيكاسو يقول عن دورا "لم يكن لي ان أراها أو أتخيّلها إلا غارقة فى البكاء". ومن جهة اخرى بيعت لوحة "دورا مار ذات الاظافر الخضراء" بمبلغ 23 مليون فرنك. رسم بيكاسو هذه اللوحة التى يبلغ مقاسها 26 في 54 سم سنة 1936 بعد ان تعرف على ملهمته بقليل عن طريق الشاعر بول اليوار. وتبدو دورا فى هذه اللوحة غارقة فى تأمل غامض وقد اسندت ذقنها على يد طليت أظافرها بالاخضر. اما لوحة "دورا مار على الشاطىء" فقد بيعت بمبلغ 5.11 مليون فرنك. رسم بيكاسو هذه اللوحة التى يبلغ مقاسها 65 فى 54 سم فى تشرين الثاني نوفمبر 1936 بعد أول صيف يمضيانه معاً فى بلدة موجان في جنوبفرنسا وتبدو فيها المراة الشابة مستلقية على الرمال والهواء يداعب شعرها. وخلافا "للمرأة الباكية" تجسد "دورا مار على الشاطئ" صورة السعادة.