تتواصل في اسرائيل مباراة "الأسماء اللامعة"، التي تدور رحاها منذ أسبوع وأكثر بين رئيس الحكومة زعيم حزب "كديما" الجديد ارييل شارون وزعيم حزب "العمل" عمير بيرتس الطامحين للفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وشهدت المباراة يوم أمس شوطاً دراماتيكياً انتهى الى فوز شارون بالنقاط معززاً فرصه لتسجيل فوز بالضربة القاضية في حال أعلن زعيم "العمل" السابق شمعون بيريز، كما تشير كل الدلائل، دعمه لحزب شارون. أما "ليكود"، الذي طرحته مغادرة شارون له أرضاً، فيبدو الى الآن متفرجاً عاجزاً عن خوض المباراة بينما الحزب الثالث من حيث تمثيله البرلماني الحالي "شينوي" 15 يدفع ثمن هذه المباراة ويتهدده خطر الاندثار، خصوصاً مع انسلاخ مؤسسه البروفسور اوريئيل رايخمان عنه والتحاقه بحزب شارون. ورايخمان هو من أبرز الشخصيات الأكاديمية في اسرائيل ويشغل حالياً منصب رئيس المركز المتعدد المجالات في هرتسليا. كان وراء تغيير طريقة الانتخابات في اسرائيل واعتماد الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة تم تعديل القانون لاحقاً وسيتولى من موقعه الجديد اعداد اقتراح جديد لتغيير طريقة الحكم في اسرائيل "يضمن استقراراً من دون تغيير الحكومة كل 21 شهراً"، كما يقول بالاضافة الى تولي حقيبة التعليم في الحكومة الجديدة في حال كُلف شارون تشكيلها. ويرى مراقبون ان مغادرة رايخمان الحزب الذي أسسه شينوي ستمس جدياً بصورة الحزب في أوساط ناخبيه علماً ان الاستطلاعات تنبأت، قبل انشقاق رايخمان، بفقدان الحزب تسعة من مقاعده ال 15 الحالية في الانتخابات المقبلة. وكان رايخمان ثاني "لاعب تعزيز" ضمه شارون أمس بعد أن أعلنت الوزيرة السابقة احدى أبرز شخصيات حزب "العمل" داليا ايتسيك تركها الحزب والالتحاق بحزب شارون بعد أن وعدها الأخير بمكان مضمون على لائحته الانتخابية. وسوغت ايتسيك انتقالها بما وصفته "تسلط عمير بيرتس على حزب العمل والاساءة المتعمدة الى زعيم الحزب السابق شمعون بيريز" وهي التي تعتبر أكثر المقربين منه. كما اتهمت بيرتس بالجنوح نحو اليسار المتطرف. ويسود الاعتقاد في الأوساط الحزبية أن انضمام ايتسيك الى شارون يؤكد أن بيريز في طريقه للإعلان عن مغادرته "العمل" ودعم شارون من دون أن يكون على لائحته الانتخابية لكن مقابل تعهد بأن يكون وزيراً لشؤون السلام في حكومة شارون العتيدة. وأكد مراقبون أن شارون اضطر الى ضم ايتسيك بضغط من بيريز الذي خشي أن تكون ايتسيك على "لائحة التصفيات" التي وضعها بيرتس. ولاحقاً نقل مقربون من شارون أن بيريز حسم أمره لجهة الطلاق من "العمل" وأنه سيعلن موقفه هذا في مؤتمر صحافي يعقده في تل أبيب اليوم مع عودته من برشلونة. ونُسب الى بيريز قوله إن "التغيير الحقيقي لم يحصل في حزب العمل إنما في ليكود وأن شارون اختار اتجاهاً مغايراً تماماً في مسألة دعمه إقامة دولة فلسطينية. ومن جهته، تباهى بيرتس أمس بإعلان الصحافية المرموقة شيلي يحيموفتش تركها عملها في القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي ودخول المعترك السياسي وخوض المنافسة على العضوية في الكنيست. واعتبر بيرتس تأييد يحيموفتش له "مساهمة كبيرة للمنظومة الحزبية" وأنها ستكون الى جانبه في قيادة الحزب والدولة. وبررت الصحافية المعروفة بميولها اليسارية وحواراتها الجريئة وسلاطة لسانها قرارها برغبتها في وضع حد للسياسة الاقتصادية اليمينية ووجوب سد الفجوات الطبقية في المجتمع الاسرائيلي. لكن على رغم ضم اسم إعلامي لامع الى جانبه، يدرك بيرتس أنه يتحتم عليه العمل الآن من اجل وقف "هروب" نواب من حزبه باتجاه "كديما" وسط أنباء عن احتمال انتقال نائبين شرقيين هما شالوم سمحون وايلي بن مناحيم الى شارون، بالاضافة الى احتمال اعلان عدد من رؤساء البلديات المحسوبين على "العمل" دعمهم شارون وحزبه. وكان سبقهم الى هذا الاعلان رئيس المجالس الاقليمية أبرز الناشطين الميدانيين في "العمل" مئير ريفمان. وفي "ليكود" أيضاً مخاوف من انعكاسات الانضمام شبه الجماعي لحزب شارون. واعرب عدد من اقطاب الحزب عن قلقهم من امكان أن يكون شارون نجح في اقناع رؤساء بلديات من "ليكود" التقاهم في مكتبه مساء أمس في الانضمام الى حزبه الجديد. ووصف قياديون في "ليكود" مسعى شارون بأنه ابتزاز لرؤساء البلديات الذين يحتاجون الى اقراره موازنات لبلداتهم واعتبروا الضغوط التي يمارسها رئيس الحكومة على هؤلاء "رشوة سياسية".