بعد أقل من شهر على فرحة أقطاب في حزب"العمل"الاسرائيلي بفوز عمير بيرتس بزعامة الحزب، تخيم أجواء أزمة في سماء الحزب وسط أنباء عن احتمال ان يغادره أربعة نواب ليلتحقوا بزعيم الحزب سابقاً شمعون بيريز والوزيرين السابقين حاييم رامون وداليا ايتسيك الى حزب"كديما"الذي أقامه رئيس الحكومة آرييل شارون ليخوض على رأسه الانتخابات البرلمانية المقبلة في 28 آذار مارس المقبل. ورشق نواب بارزون في"العمل"زعيم الحزب باتهامات شديدة لأنه لم يستوعب بعد حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ولأنه ما زال يتصرف"كأنه زعيم حزب صغير... ما زال يرفرف. لم يهبط الى أرض الواقع ليرى كيف توقف الزخم في استطلاعات الرأي الذي حققه انتخابه"، متوقعين أن تأتي الاستطلاعات الجديدة بنتائج غير مشجعة للحزب. ويتهم النواب المخضرمون بيرتس بسوء ادارة المعركة الانتخابية وبعدم التصرف الصحيح، وبأنه يقصيهم عمداً بينما يجمع حوله"النجوم"التي ضمها الى الحزب غير آبه بخبرة القدامى، واصفين المنضمين الجدد ب"المنافقين"ومستشاريه ب"مستشاري السوء". وتدور التهم حول قيام أوساط بيرتس بإعداد"لوائح تصفية"للنواب المحسوبين على بيريز أو اولئك الذين لم يصوتوا له في الانتخابات على زعامة الحزب، وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق ايهود باراك الذي أعلن أمس أنه يميل الى عدم خوض الانتخابات الداخلية على العضوية في الكنيست المقبل، لكنه أكد أنه لا يعتزم الانشقاق عن حزب"العمل". وأفادت مصادر صحافية أن باراك طلب من بيرتس التزام توزيره في منصب رفيع في حال شارك في الائتلاف الحكومي المقبل أو أن يخصص له مكانا مضمونا على لائحة الحزب للانتخابات المقبلة، إلا أن بيرتس رفض الطلبين. وكان باراك من أشد المناوئين لترشح بيرتس لزعامة"العمل"وانسحب من المنافسة ليدعم بيريز، متهماً بيرتس بتزوير عملية الانتساب للحزب بهدف"الاستيلاء عليه". الى ذلك، لمحت النائبة كوليت أفيطال الى إمكان انسحابها من الحزب والانتقال الى حزب شارون الجديد"كديما"احتجاجا على تفضيل بيرتس الشخصيات الجديدة التي ضمها أخيراً. كما يدرس النائب العمالي العربي غالب مجادلة خطواته، وقد ينتقل وأتباعه من العرب الى"كديما"لخشيته من أن يدعم بيرتس منافسه على"المقعد العربي"في الحزب، نائب الوزير السابق نواف مصالحة. ويأتي الحديث عن الأزمة في"العمل"في وقت التزم شارون لبيريز أمس في مؤتمر صحافي مشترك توزيره في أي منصب يريد وبأن يكون شريكا كاملا في الحكومة التي أعرب عن ثقته بأنه سيشكلها بعد الانتخابات المقبلة. من جهته، كرر بيريز أن شارون هو أكثر شخصية اسرائيلية مناسبة لمنصب رئيس الحكومة وقيادة العملية السلمية. من جهة أخرى، تبدد أمس حلم القطب في"ليكود"بنيامين نتانياهو بتشكيل ائتلاف حكومي جديد برئاسته يحول دون تقديم الانتخابات البرلمانية الى أواخر اذار مارس، وذلك بعد أن أعلنت ثلاثة من الأحزاب الدينية المتشددة المرشحة للانضمام الى حكومة كهذه رفضها الفكرة وكررت دعمها قرار تبكير الانتخابات. ووفقاً لمصادر صحافية، بادر اثنان من نواب"ليكود"الى طرح فكرة تشكيل حكومة بديلة لحكومة شارون يتزعمها نتانياهو للحيلولة دون تقديم الانتخابات في ظل استطلاعات الرأي التي تتنبأ بهزيمة مدوية ل"ليكود". وأجرى المبادران اتصالات مع أحزاب اليمين والمتشددين وحزب الوسط العلماني"شينوي"بحثا عن تأييد 61 نائباً للفكرة، ما من شأنه بحسب القانون الاسرائيلي الغاء قرار تبكير الانتخابات. وجاء لافتاً تأييد"شينوي"للفكرة علّها ترجئ بذلك انهيار الحزب الذي تتوقعه الاستطلاعات. لكن زعيم حركة"شاس"الدينية المتشددة ايلي يشاي سارع الى اعلان رفضه المشاركة في هذه"اللعبة"، معتبرا جلوسه الى جانب الحزب العلماني"شينوي"أمرا غير وارد البتة. كما أعلن الحزب المتدين المتطرف"مفدال"رفضه الاقتراح والمشاركة في"اللعبة". وفي حزب"كديما"، يُتوقع أن يعلن رئيس جهاز"شاباك"السابق واضع سياسة الاغتيالات آفي ديختر الأسبوع الجاري رسمياً انضمامه الى الحزب، وسط توقعات بأن يكون المرشح الرابع على لائحته الانتخابية بعد شارون وايهود اولمرت وتسيبي ليفني. ويتوقع أن تُسند الى ديختر رئاسة"طاقم يوم الانتخابات"في"كديما". وفي حزب"ميرتس"اليساري شبه انتفاضة ضد رئيس الحزب يوسي بيلين، وسط أنباء عن محاولات أعضاء في الحزب إطاحته عن الزعامة لاتهامه بأنه يسعى الى التخلص من قادة الحزب واستثنائهم عن اللائحة الانتخابية الجديدة، وبأنه كان عمليا وراء قرار الزعيم السابق للحزب يوسي سريد اعتزال الحياة السياسية.