سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نتانياهو قلل من أهمية خطوة تساهي هنغبي وعزاها الى مخالفاته الجنائية . رئيس لجنة "ليكود" المركزية يلتحق بحزب شارون وصقور اليمين يصفون "كديما" ب "بيت الدعارة"
فجرّ إعلان رئيس مركز حزب"ليكود"تساهي هنغبي انشقاقه عن الحزب والتحاقه بحزب"كديما"، الذي أقامه رئيس الحكومة ارييل شارون، عاصفة من ردود الفعل بلغ بعضها حد التشهير والقذف والسباب، فاشتدت المعركة الانتخابية ضراوة في مرحلة مبكرة، ما ينذر بحرب طاحنة مع بقاء 111 يوماً على موعد الانتخابات البرلمانية أواخر آذار مارس المقبل. وجاءت أعنف الردود من صقور"ليكود"وبزّ جميعهم النائب ميخائيل راتسون الذي وصف حزب"كديما"ب"بيت الدعارة"، فيما اعتبر النواب الموالون لشارون هذا الهجوم بأنه ينم عن"هستيريا تعكس حقيقة أن ليكود في طريقه الى الانهيار التام". وكان هنغبي، ابن اليمينية المتطرفة غؤولا كوهين، فاجأ الساحة الحزبية ظهر أمس بإعلانه القفز الى مركب شارون، مسوغاً خطوته بوجوب بقاء شارون في الحكم لأربع سنوات أخرى"سيعمل فيها من اجل التوصل الى حل وسط للصراع مع الفلسطينيين يضمن الحفاظ على الطابع اليهودي لإسرائيل"، مضيفاً أنه واثق من أن رئيس الحكومة مصمم على محاربة الإرهاب بلا هوادة، وان ما يستطيع شارون انجازه خلال السنوات الأربع المقبلة"لن يقدر غيره على تحقيقه في 30 عاماً". وهاجم هنغبي، الذي كان حتى الأمس القريب من دعاة أرض إسرائيل الكبرى، أقطاب"ليكود"وصقوره"الذين حطموا الحزب واضطروا الى المغادرة"، مستدركاً بالقول إن ليس ثمة فوارق ايديولوجية كبيرة بين شارون وكل من بنيامين نتانياهو وشاؤول موفاز وسلفان شالوم الذين يتنافسون على زعامة ليكود، معترفاً شخصياً بأن مواقفه السياسية أخذت في التغيير في السنوات الأخيرة. ونفى هنغبي، الذي أقصي قبل عام عن وزارة الأمن الداخلي في أعقاب التحقيق معه بارتكاب جرم تعيينات سياسية حين كان وزيراً للبيئة، أية صلة بين خطوته ونية الشرطة التوصية بتقديم لائحة اتهام ضده قريباً، في الملف المذكور. وحاول نتانياهو، أقوى المرشحين للفوز بزعامة"ليكود"التقليل من شأن خطوة هنغبي وعزاها الى"الضائقة التي يعيشها هنغبي جراء قرار الشرطة اتهامه بمخالفات جنائية". وأطلق نواب"ليكود"صفة"الانتهازي"على هنغبي، ورأوا أن حزب"كديما"أصبح ملاذاً لكل الضالعين في قضايا فساد ورشوة، واتفق معهم في ذلك نواب من"شينوي"و"العمل"، واقترح أحدهم على أعضاء"كديما"عقد جلسات الحزب في أحد السجون الإسرائيلية. من جهته، اعتبر النائب العمالي اوفير بينيس خطوة هنغبي دليلاً الى أن سياسة حزب"كديما"متذبذبة ومتعرجة وغير واضحة المعالم. وحذر وزير الخارجية سلفان شالوم من مغبة انهيار"ليكود"، وقال إن المتطرفين فيه نجحوا في تحطيم الحزب وشرذمته ومغادرة أعضائه بيتهم"ولم يتبق أمامنا سوى بذل كل جهد لانقاذ هذا البيت". وجاء انضمام هنغبي الى"كديما"بعد ساعات من نشر نتائج استطلاعين جديدين للرأي، أكدا تحليق"كديما"وحصوله على 39 مقعداً، لو جرت الانتخابات اليوم، مقابل تراجع"العمل"برئاسة عمير بيرتس الى 22-24 مقعداً وحصول"ليكود"على 12-13 مقعداً. وعزا معد أحد الاستطلاعين البروفيسور كميل فوكس تراجع شعبية"العمل"الى العملية التفجيرية في نتانيا الاثنين الماضي، وقال إن التصعيد الأمني طالما أفقد اليسار مقاعد برلمانية وخدم في المقابل اليمين. وأضاف معلقون أن عملية نتانيا وتسعير الحملة على إيران على خلفية مشروعها النووي أعادا"المسألة الأمنية"الى لبّ اهتمامات الناخب الإسرائيلي وأظهرا في الآن ذاته ضحالة فهم بيرتس لمثل هذه القضايا حيال حقيقة أنه ليس من"النخبة العسكرية"في الدولة العبرية. من جانبه، اتهم وزير الدفاع شاؤول موفاز، الطامح لكرسي زعامة"ليكود"شارون ونائبه ايهود أولمرت، بالعمل على تنصيب شالوم زعيماً ل"ليكود"- وهو ما أكده أولمرت - وبأن شارون"يسخّر الجيش لمآربه الشخصية"وبأنه نصب له موفاز"مؤامرة قذرة"بتسريبه أنباء مغلوطة من جلسة المجلس الوزاري المصغر غداة عملية نتانيا بغرض المساس بصدقية موفاز. وفي حزب"العمل"يتوقع أن يعلن زعيمه رئيس الوزراء السابق ايهود باراك اليوم عدم ترشيحه على لائحة الحزب للانتخابات الوشيكة بداعي أن أنصار بيرتس سيفشلون هذا الترشيح. من جهته، يدرس بيرتس إمكان تقديم موعد انتخاب مرشحي الحزب للكنيست الجديد من 17 كانون الثاني يناير المقبل الى أوله، لوضع حد للأقاويل حول قيام أنصاره بوضع"لائحة تصفيات"ضد كل من لم ينتخبه، معولاً في الوقت نفسه على تهدئة الأوضاع داخل الحزب.