وجه رئيس المكتب السياسي ل «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) خالد مشعل انتقادات حادة لقرار السلطة الفلسطينية استئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، محذراً من انها ستوجه ضربة قاضية للفلسطينيين، لافتاً الى انها تجري «تحت الاكراه وبمذكرة جلب اميركية وليست بقرار فلسطيني ولا بقناعة عربية»، وبالتالي «لا شرعية لقرارها ولا لنتائجها، ولا تلزم شعبنا بشيء». وقال مشعل في كلمة حوار اجراه مع اعلاميين عرب على مأدبة افطار في دمشق مساء اول امس ان «المفاوض الفلسطيني غير مؤتمن على القضية وعلى الحقوق، لأنه فارغ اليد من أوراق القوة ومكشوف الظهر وتائه الرؤية ولديه قابلية عالية للانضغاط»، لافتاً الى انه «في ظل تخلي قيادة السلطة عن أوراق القوة باتت إسرائيل تفاوض نفسها». وتابع «هذه مفاوضات لا شرعية لقرارها، ولا لنتائجها، ولا تلزم شعبنا بشيء» مطالباً بعدم «تسليم مصير قضيتنا المقدسة بيد هكذا مفاوض» الذي وصفه بأنه «معزول عدداً وموقفاً لأنه راهن على الاميركيين وليس على شعبه، يبحث عن شرعية في الخارج من دون شرعية في الداخل»، لافتاً الى ان هذا «الفريق خضع ل «فيتو» اميركي على اجراء المصالحة الفلسطينية» بين حركتي «فتح» و»حماس». وتابع مشعل ان بيان «اللجنة الرباعية الدولية» التي استؤنفت المفاوضات على اساسها «لا يغطي عورة ولا يستر تهافت السلطة» الفلسطينية على اجراء المفاوضات، قائلا انها «مفاوضات تصفية وليست لتسوية القضية. لامصلحة لنا فيها، بل ثمرة توافق» بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، ذلك بعدما اشار الى شروط نتانياهو لاستئناف المفاوضات التي تتضمن «امن اسرائيل والاعتراف بيهودية الدولية وانهاء النزاع». ودعا مشعل الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى عدم المشاركة في تدشين هذه المفاوضات «لأنها (تجري) من دون غطاء فلسطيني ولا شرعية وطنية، ولأن نتائجها الكارثية ستمس الأمة والمنطقة وليس فقط فلسطين». ودعا إلى «مراجعة عربية وفلسطينية لنهج التسوية بعدما ثبت فشل الخيار في ظل الافتقار لأوراق القوة»، مضيفاً ان»فشل المفاوضات مشكلة ونجاحها مشكلة» محذراً من أنه «في جو المفاوضات تنجز إسرائيل ما لا تنجزه في أوقات أخرى»، معتبراً ان «قضيتنا قضية احتلال ومشروعنا مشروع مقاومة». وجدد دعوته الى «تبني إستراتيجية وطنية بديلة تقوم على تعزيز خيار المقاومة وامتلاك أوراق القوة، وتنويع الخيارات وإعادة بناء المنظمة وتوحيد الصف على هذه الإستراتيجية وحشد طاقات شعبنا وأمتنا معنا». واوضح انه «من حق قوى المقاومة أن تكون لها مرجعيتها كقوى مقاومة، ويبقى نضالنا باتجاه مرجعية وطنية. ونحن حريصون على اسم المنظمة ورصيدها لكن مع إعادة بنائها حتى تشمل كل القوى الفلسطينية».