مرّ 500 عام على رحيل المستكشف كريستوفر كولومبوس الذي غيّر رؤية العالم الاوروبي لفترة طويلة من الزمن والذي توفي في مدينة بلد الوليد في الأندلس. لقد ظل كولومبوس، الذي كان يعاني من داء النقرس وقد هجره أصدقاؤه عند وفاته في أيار مايو عام 1506، يعتقد بأنه اكتشف مساراً بحرياً غربياً إلى بلاد الهند. ولم يتقبل كولومبوس أبداً فكرة أنه قد يكون اكتشف قارة جديدة تماماً. اليوم وبعد 500 عام، يسير السيّاح على الدرب عينه الذي سلكه كولومبوس في العالمين القديم والجديد. ولد كريستوفر كولومبوس في بيت متواضع لم يعد موجوداً في مدينة جنوى في إيطاليا في عام 1451. أما في"موسيو ديل ماري"في الميناء الايطالي الشمالي فيستطيع الزائر أن يكتشف الكثير عن الافكار الأوروبية في وقت كانت حدود العالم تنتهي بموجبها عند ساحل الاطلسي. وكان ينظر إلى الارض في تلك الفترة من الزمن على أنها قرص كان الهلاك على أطرافه مصير من لا يلزم الحذر. وعندما هاجم القراصنة سفينته قبالة سواحل البرتغال في عام1476، تمكّن كولومبوس من الوصول الى اليابسة والتوجه إلى لشبونة ثم تحركت داخله قوة الرغبة في السفر البحري بدافع الفضول نحو استكشاف الساحل الغربي لأفريقيا. وهناك طرح على الملك فكرة الإبحار غرباً إلى بلاد الهند. وعندما رُفض طرحه، تحرك كولومبوس إلى اسبانيا في عام1484، واليوم لم يعد هناك ما يذكّر المسافر إلى البرتغال بأن المسكتشف العظيم كان هنا ذات يوم، فقد أصاب الدمار الوثائق التي تتعلق بخططه في زلزال لشبونة عام 1755 والحريق الذي أعقبه وأتى على محفوظات المدينة.