يصل نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى الرياض اليوم قادماً من القاهرة، في زيارة قصيرة يستقبله خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، للبحث في عدد من الملفات، خصوصاً ما يتعلق منها بالاستقرار في المنطقة. كما يزور المسؤول الاميركي الكويت لتقديم التعازي برحيل اميرها الشيخ جابر الاحمد. وعلمت"الحياة"من مصادر غربية مطلعة، ان تشيني سيبحث مع القيادة السعودية في الملف العراقي، إضافة إلى الملفين السوري واللبناني، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العراقية والتصعيد الإيراني مع الغرب في اطار الملف النووي. واوضحت المصادر ان زيارة تشيني للسعودية تندرج في إطار التشاور بين البلدين اثر التطورات المتسارعة في المنطقة، إن لجهة القضية الفلسطينية أو لجهة التصعيد والتصعيد المتبادل بين دمشق وبيروت، وايضاً الوضع المتأزم في العراق بعد تصعيد المقاومة العراقية عملياتها. وكان تشيني وصل الى القاهرة عصر امس، ويلتقي الرئيس حسني مبارك صباح اليوم للبحث في التطورات في الأراضي الفلسطينية وجولة الانتخابات التشريعية وكذلك مناقشة الأوضاع ما بعد شارون، إلى جانب البحث في المسألة العراقية في ضوء الانتخابات الأخيرة التي جرت هناك، واحتمال خفض الوجود العسكري الاميركي. كما تتناول المحادثات المشكلة اللبنانية - السورية، والجهود المبذولة لإنهاء أزمة الملف النووي الإيراني، اضافة الى وسائل دعم التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وتشمل محادثات تشيني في مصر ملفاً اقتصادياً مهماً، اذ يتولى نائب الرئيس الاميركي رعاية محادثات فنية مشتركة بين الجانبين لتطوير اتفاق التجارة والاستثمار تيفا والدخول في مفاوضات لإبرام اتفاق للتجارة الحرة بين البلدين في وقت قريب. وأشارت المصادر الى أن تشيني سيبحث مع المسؤولين المصريين خطوات الإصلاح وتوسيع المشاركة الديموقراطية في مصر خصوصاً عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بما في ذلك قضية سجن زعيم حزب"الغد"الدكتور أيمن نور. وفي واشنطن، أكد مصدر مسؤول في مجلس الامن القومي الاميركي تداخل الملفين السوري والايراني ضمن الاجندة الدولية، مشيرا الى ان تشيني سيتبادل وجهات النظر مع قادة مصر والسعودية ازاء"افضل الوسائل للتعامل مع التهديدات والتحديات التي يواجهها المجتمع الدولي بسبب خروج كل من دمشقوطهران عن السياق الاقليمي والدولي وتهديدهما لأمن واستقرار المنطقة والعالم". وقال المسؤول الاميركي في تصريح الى"الحياة"إن واشنطن"تدعم توجهات السعودية ومصر لتسوية سلمية للملفين"، مشيرا الى ان البلدين"يلعبان دورا محوريا في ما يخص القضايا الحيوية في المنطقة، بما فيها التعاون مع المجتمع الدولي لمساعدة العراق وفلسطين على الانتقال الى وضع افضل". ووصف العلاقة الاميركية - السعودية والاميركية - المصرية بأنها"اكثر من استراتيجية"، معتبرا انه"لن يكون بالإمكان التوصل الى حل سلمي للخلاف الايراني والسوري مع المجتمع الدولي بمعزل عن الرياضوالقاهرة". وأشاد مسؤول الامن القومي الاميركي بالجهود التي تبذلها القيادة السعودية لإقناع طهران بضرورة التخلي عن برنامجها للتسلح النووي، معتبرا ان الديبلوماسية السعودية"اظهرت فاعلية في التعاطي مع مختلف الملفات الاقليمية". ودعا كلا من طهرانودمشق الى"الإنتباه وتفادي ارتكاب المزيد من الاخطاء"، معتبرا انه"ما زال هناك مساحة من الوقت لتفادي الاصطدام بالإرادة الاقليمية والدولية"، محذرا من ان"ذلك لا يعني اننا سنقبل بإبقاء الازمة مفتوحة على احتمالاتها بلا حدود بمعزل عن تسوية سلمية".