أكدت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة"امس ان الرئيس بشار الأسد سيقوم اليوم بزيارة رسمية الى طهران، هي الاولى منذ انتخاب محمد احمدي نجاد للرئاسة الايرانية، بالتزامن مع تصعيد الضغوط الدولية على ايران ل"وقف استئناف نشاطات الدورة الكاملة للوقود النووي". ويرافق الأسد في الزيارة التي تستمر يومين وزير الخارجية فاروق الشرع ووفد من وزارة الخارجية السورية، ما يعزز الانطباع بأن قضايا تفصيلية ستبحث خلال الزيارة. ومن المقرر ان يلتقى الأسد قبل عودته مساء الاثنين كلاً من الرئيس احمدي نجاد ومرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي والرئيس السابق محمد خاتمي. وقالت المصادر:"الزيارة ليست لمجرد تهنئة الرئيس احمدي نجاد، بل انها تشمل بحث العلاقات الثنائية والوضع الاقليمي والدولي، خصوصاً الوضع في العراقولبنان". وقالت المصادر السورية رفيعة المستوى ان زيارة الأسد"ليست على صلة مباشرة بالتطورات في الملف النووي الايراني"، قبل ان تشير الى احتمال"البحث"في الموضوع لدى تناول الوضع الدولي والعلاقات مع اوروبا واميركا. وكانت طهران رفضت الاقتراحات الاوروبية الداعية الى التخلي عن استئناف نشاطات دورة الوقود النووي. غير ان"الثلاثة الكبار"بريطانيا، المانيا، فرنسا دعوا الى عقد اجتماع طارئ للوكالة الدولية للطاقة مع التلويح باحتمال نقل الموضوع الى مجلس الامن. ويتوقع ان تتناول محادثات الأسد مع المسؤولين الايرانيين الوضع في لبنان بعد الانسحاب السوري من لبنان ووجود ضغوط دولية لاثارة موضوع نزع سلاح"حزب الله"الذي زار امينه العام حسن نصر الله طهران اخيراً. كما تتناول الزيارة بحث الموضوع العراقي بعمق في ضوء زيارة رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري طهران و"التريث"في قبول الدعوة الشفوية التي وجهتها دمشق، علماً بأن سورية تتجه الى اتخاذ خطوات جدية لاستئناف العلاقات الديبلوماسية مع العراق. واوضحت المصادر ان المحادثات ستبحث ايضا في"تعزيز العلاقات الثنائية واستمرار العمل لاقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين"، ذلك ان رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري اطلق لدى زيارته طهران في شباط فبراير الماضي المفاوضات لتوقيع هذه الاتفاقية. وكان من المقرر ان تتم زيارة الرئيس السوري فور اجراء الانتخابات. لكن جرى التوافق بين طهرانودمشق على ارجائها الى ما بعد اداء الرئيس الايراني اليمين الدستورية. وتوقعت مصادر اخرى تطرق المحادثات السورية - الايرانية الى العلاقة مع واشنطن. وكان مسؤول سوري رفيع المستوى نوه بقول الرئيس احمدي نجاد"اننا لسنا في حاجة ماسة للعلاقات مع الولاياتالمتحدة الاميركية اذا لم تكن هي بحاجة ماسة". وقال المسؤول السوري :"نحن لسنا بحاجة ماسة اذا كانت تحتاج هذه العلاقات. ونحن نحتاجها اذا كانت تريد حواراً موضوعياً بناءً.