أبدى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امس، تأييده اعتماد قرار في الاممالمتحدة يمنع الاساءة الى الاسلام والأديان الأخرى. وأفاد بيان للديوان الملكي ان الملك اكد"دعم الاردن ومساندته القوية للمقترحات الرامية الى اعتماد قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن محاربة الاساءة الى الدين الاسلامي والانبياء والاديان السماوية الاخرى". ودعا الملك"جميع الحكومات الاوروبية والاتحاد الاوروبي الى العمل لوضع حد لمثل هذه الاساءات التي استفزت مشاعر المسلمين جميعاً"، موضحاً ان الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم"لا يمكن بأي شكل تبريرها تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير". كما حذر من"خطورة استغلال هذه القضية لنشر الكراهية والتفرقة بين اتباع الديانات السماوية"مؤكداً في الوقت ذاته"اهمية ان يكون التعبير عن الغضب باساليب تعكس حقيقة الدين الاسلامي وعدم الرد على الاساءة بالتخريب". من جهته، قال سولانا"أود الاعراب بوضوح ان شعوب الاتحاد الاوروبي تحترم بلدان هذا الجزء من العالم ... كما انها لا ترغب في الاساءة الى احد". واضاف:"نأمل في تضييق الجسور التي ما كان يجب هدمها. وأود ان اقول مجددا ان الاحترام للشعوب التي تقطن هذا الجزء من العالم كامل كما ان الاحترام لأي ديانة كامل". الا انه اقر بصعوبة"ضمان ان يكون الكل يتمتع بحس بديهي". من جهتها، اعربت رئيسة ايرلندا ماري ماكاليس في كلمة امام البرلمان الاردني، عن تفهم بلادها لمشاعر الغضب بسبب الرسوم. وقالت:"أنا واعية تماماً لمشاعر الغضب التي اجتاحت العالم الاسلامي ... علينا ان نقاوم المحاولات العنيفة لاستغلال العواطف الجياشة، من قبل من يرغبون ان يزرعوا عوامل التفرقة". وذكرت كيف عبر المسلمون وقادتهم في ايرلندا عن رأيهم بوضوح في الايام الاخيرة لكنهم عملوا في الوقت نفسه دون كلل للمحافظة على الهدوء. ودعت القادة"اصحاب النية الحسنة"الى اعادة تقييم العلاقات المتبادلة والحرص على التفهم المشترك بين الجميع، واحترام ثقافات الآخر ومعتقداته ودياناته. وقالت"ان الجهل ببعضنا بعضاً والتشكيك وعدم التفاهم المتبادل، يشكل وقوداً يؤجج النزاع ويضخ الحياة في اسطورة خبيثة مفادها ان ادياننا وحضاراتنا لا يمكن ان يتوافقا". وأكدت ضرورة"الاستثمار في اثراء تفهم الشعوب لبعضها بعضاً ... وعلى القادة واجب ملح لبناء جسور جديدة ومتينة تبعث الحياة بين اوروبا والشرق الاوسط". وفي ستراسبورغ، دان رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروزو امس العنف الذي تعرضت له البعثات الديبلوماسية الدنماركية والاوروبية بسبب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وحض على الحوار لتهدئة التوتر. وقال باروزو امام المشرعين الاوروبيين ان"المفوضية الاوروبية تدين بأقسى العبارات العنف الذي تعرض له مكتبنا في غزة والبعثات في عدد من الدول الاعضاء خاصة البعثات الدنماركية". واشار الى ان"هدف هذه البعثات تقديم المنافع الحقيقية لتحسين حياة الناس في الدول التي تستضيفها". واعتبر ان من شأن الحوار نزع فتيل التوتر. واضاف:"يجب ان يستند هذا الحوار على التسامح وليس التحيز وعلى حرية التعبير والدين والقيم المتصلة بهما"، مؤكداً ان"العنف هو عدو الحوار". وفي الجزائر، اعتبر رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن ان من الضروري"تهدئة الخواطر"في قضية الرسوم، داعياً الى"اعادة الحوار مع العالم الاسلامي الى الطريق البناء".