تتنافس أكثر من فضائية على تقديم برامج خالصة للاطفال نذكر منها"البوميرانغ"، وپ"سبيس تون"، وپ"الإم بي سي 3"، واربع محطات تابعة لديزني، التي تسعى للوصول الى الطفل حيثما يكون. ومن الطبيعي ان تثير هذه المحطات شهية الأطفال للمتابعة والفرجة وهم معذورون، فهذه البرامج تقدم بشكل متقدم فنياً وتقنياً على مساحات واسعة من الخيال تبدأ من الكارتون التقليدي او الكلاسيكي مثل حكايات القط والفأر الشهيرة"توم وجيري"، الى أفلام الصغار، وحواديت السحر، والغابات والمغامرات، مروراً بالمهرجين، وبوباي البحار، والمحقق كونان، وشبح كرة القدم والفأر هامتر، وصقور الارض، وسلاحف النينجا، والبطريق المزعج، وجنود السايبورغ، والبطة دفي، والرودرنر الذي يعرفه الاطفال باسم بيب - بيب، والارنب باغزباني وغير ذلك من برامج المسابقات مثل"بي بليد"وامثالها. والذي يلفت النظر بشدة في هذه البرامج انها جميعاً وبلا استثناء مستوردة من اقصى الشرق الى اقصى الغرب، صينية، ويابانية واوروبية واميركية... ولا عجب في ذلك ما دام هناك خلل اعلامي لم تبادر دولة عربية أو فضائية عربية الى محاولة تصحيحه بأي صورة، ذلك الخلل الذي يطل علينا من خلال ما يصدره إلينا الغرب من برامج تصل نسبتها الى 60 في المئة من برامجنا التلفزيونية طالما ان الغرب يملك 80 في المئة من حجم المعلومات والمواد التلفزيونية المتدفقة الى اسواق العالم. وهنا باتت حاجتنا أكثر من ملحة الى بناء تكامل اعلامي عربي يدرك اهمية الحفاظ على ثقافتنا القومية والشخصية وخصوصيتنا بعيداً من التبعية، لأننا والحال هذه نعرض اطفالنا لأن يفقدوا ولاءهم لثقافتهم، ليصبح ولاءهم لثقافات دخيلة وغريبة لا نعرفها، لكن يبدو أنها تعرفنا جيداً بل وتسعى إلينا بكل شدة واصرار. وما اشد حاجتنا الآن الى تضافر جهودنا وقوانا الاعلامية لأن نبحث في تاريخنا وموروثنا الثقافي عن سيرة ابطالنا وعظمائنا وهم كثيرون في كتب التاريخ وحكايات ألف ليلة وليلة لنختار منها ما يتناسب مع العصر ومستجداته. وعندنا من سيرة عنترة والاميرة ذات الهمة وعلاء الدين وعلي بابا والسندباد البحري والبري، وسواها مخزوناً جيداً، لكن المهم هو ان ندرك كيفية معالجتها برؤية جديدة تتطلع الى المستقبل ولا تنفصل عن ماضيها أو تنكره.