بنظرة بانورامية سريعة على دورة البرامج الجديدة التي اطلقتها قناة"الجزيرة للأطفال"أخيراً، بدا واضحاً أخذ القناة في الاعتبار بعض النقد الموجه اليها بعيد انطلاقها قبل سنة. اذ ها هي تزيد جرعة الكرتون والموسيقى على البرامج المستحدثة، من دون ان تفلح في الابتعاد كلياً من الوعظ المباشر الذي طغى في الفترة السابقة... ما يفسر نيل القناة المرتبة الثالثة بين المحطات الموجهة للأطفال في العالم العربي "ام بي سي3"في المرتبة الأولى وپ"سبيايس تون"في المرتبة الثانية على رغم الإمكانات الكبيرة الموضوعة في خدمتها والتي تفوق إمكانات المحطات الأخرى. واللافت أن المحطة تعمل - كما يقول اصحابها - على"استثمار مزايا دمج التعليم والترفيه التلفزيوني"، من دون أن توازن بينهما. وهذا ما يجعلها غالباً تقع في فخ الخطاب التعليمي، وكأنها تقوم بدور المدرسة، على رغم نفي أصحابها لهذا الأمر، وتأكيدهم أن هدف القناة هو الوصول الى بناء مؤسسة إعلامية متعددة الوظائف. نقول هذا من دون أن ننكر أهمية الدور الذي تلعبه القناة في محاولة للوصول الى"تعزيز مدارك الطفل بين 3 وپ15 سنة وتنمية مهاراته وتشجيعه على التعلم والاستكشاف والبحث عن المعرفة"... والأهم الابتعاد من البرامج المستنسخة والاعتماد على برامج من واقعنا العربي. اذ تصل نسبة البرامج التي تنتجها القناة الى اكثر من 40 في المئة من ساعات بثها، انطلاقاً من سياسة إعلامية واضحة هدفها، كما تقول رئيسة إدارة التسويق والاتصال في القناة مليكة علوان،"تعزيز إشعاع القناة ضمن محيطها، من خلال التواصل والتفاعل الدائمين مع مشاهديها، سواء من خلال تقديم المضمون الجديد أو اقتناء الأفضل في سوق البرامج العالمية". ومن أبرز الخطوات المستقبلية اللافتة، تعد قناة"الجزيرة للأطفال"مشاهديها بزيادة نسبة البرامج المنتجة للعالم العربي، وأيضاً تعدهم بثلاثة أعمال كرتونية عربية سينمائية... وهو أمر إن تحقق يجيب على تطلعات شريحة واسعة من سينمائيين يتحدثون دوماً عن اهمية العلاقة بين السينما والتلفزيون، وضرورة أن يكون التلفزيون العربي حاضناً للسينما عندنا، تماماً كما يحدث في الغرب. فهل تأتي الخطوة الأولى من قناة موجهة للأطفال ليأخذ العبرة منها الكبار؟