وضعت باكستان قواتها الجوية في تأهب تام مع تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها المتصلة مع أفغانستان، وذلك بعد قيام طائرات التجسس الأمريكية (من طراز "درون" التي تعمل بدون طيار) بتنفيذ غارة جوية مؤخراً استهدفت فيه اجتماع لمجلس زعماء القبائل في منطقة "دته خيل" بمقاطعة "وزيرستان الشمالية" القبلية الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستانوأفغانستان، مما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 55 شخصاً من بينهم ستة من رجال الأمن الباكستاني وإصابة آخرون بجروح. وكشفت قناة "أ.ر.واي" الإخبارية الباكستانية بأن القوات الجوية الباكستانية قد تأهبت ربما للحد من توغل طائرات التجسس الأمريكية وقيامها بالقصف على منطقة القبائل الباكستانية. وفي هذا الشأن فقد ألغت القوات الجوية الباكستانية إجازات جنودها لتوفير الحماية الكاملة لحدودها. وطلبت الحكومة الباكستانية رسمياً من الولاياتالمتحدة الاعتذار عن الغارة الجوية. حيث قام وكيل وزارة الخارجية الباكستانية سلمان بشير باستدعاء السفير الأمريكي لدى إسلام آباد وطلبت منه نقل إدانته إلى الولاياتالمتحدة، إضافة إلى تقديم اعتذار وتوضيحات حول استهداف المدنيين الأبرياء في منطقة القبائل الباكستانية. ومن الجانب الآخر سجل سفير باكستان لدى واشنطن حسين حقاني احتجاجاً شديد اللهجة لدى الخارجية الأمريكية في واشنطن وطلب تقديم اعتذار وتوضيحات. من جانبها أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية تهمينه جنجوعه أن حكومة بلادها تدين بشدة الغارة التي أوقعت عدداً كبيراً من الضحايا. وتواصلاً للاحتجاج على الانتهاك الأمريكي للحدود الباكستانية وقيامها بقصف المدنيين داخل أراضيها. توصلت باكستان إلى قرار رسمي لمقاطعة الجولة المقبلة للمحادثات الثلاثية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوأفغانستان. وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية في إسلام آباد بأن باكستان ستقاطع المحادثات الثلاثية التي اقترحت الولاياتالمتحدة عقدها في بروكسل في السادس والعشرين من مارس الجاري.