أرسى اختيار زعيم حزب"الدعوة"ابراهيم الجعفري رئيساً للوزراء في العراق معادلة جديدة داخل"الائتلاف"الشيعي. فبعدما كان"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم يهيمن على هذا التكتل، رجحت كفة التيار الصدري المتحالف مع الجعفري. راجع ص2 وجاء هذا الاختيار عكس التوقعات، ما حدا بالرئيس جلال طالباني الى التحذير من استبعاد رئيس الوزراء السابق اياد علاوي من الحكومة الجديدة. أمنياً خطف مسلحون 11 زائراً ايرانياً في سامراء وقتلوا أحدهم. على صعيد آخر تجدد الجدل في لندن حول أخلاقيات الحرب بعدما نشرت صور لجنود بريطانيين يضربون شباناً عراقيين. استطاع الجعفري الفوز على منافسه عادل عبدالمهدي بفارق صوت واحد في عملية التصويت التي جرت في مكتب الحكيم أمس، وحصل على 64 صوتاً مقابل 63 لعبد المهدي من أصوات 129 نائباً حضروا الاقتراع، وامتنع النائب حسن طعمة الربيعي من الكتلة الصدرية عن التصويت، فيما وجد في صندوق الاقتراع ورقتان بيضاوان. وبعد أن أعلن الحكيم فوز الجعفري مرشحاً ل"الائتلاف"لمنصب رئيس الحكومة دعا في مؤتمر صحافي أعقب جلسة التصويت كتلته الى التحرك والحوار مع الأطراف الأخرى لتشكيل الحكومة. وأشار الى ان الاجواء"كانت مريحة". وشكر الجعفري"الائتلاف"وأثنى على"أجواء المحبة خلال التصويت"مؤكداً أهمية دور الحكيم في المحافظة على وحدة"الائتلاف". وفيما اعتبر الجعفري انسحاب نديم الجابري وحسين الشهرستاني"إضافة جديدة ونوعية للأسلوب الديموقراطي"وعد ان تكون المرحلة المقبلة"مرحلة بناء وإعمار ونقلة نوعية في الأداء الحكومي". وقال عادل عبد المهدي ان"الائتلاف برهن انه أهل للثقة". وقال:"تداولنا حتى وصلنا الى ترشيح الجعفري الذي هو أهل لذلك وسنكون معه يداً بيد"، وشدد الجابري رئيس حزب"الفضيلة" على ضرورة"إشراك كل ألوان وأطياف الشعب العراقي والعمل على إزالة الاختناقات الطائفية". من جهته، حذر طالباني من ان"التحالف الكردستاني لن يشارك في حكومة تستبعد منها القائمة"العراقية"بزعامة علاوي. وقال في مؤتمر صحافي عقده مع السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد أمس ان"الخطوط الحمر على القائمة العراقية يعني خطوطاً حمراً على التحالف". وعزا تعثر العملية السياسية الى"إصرار بعضهم على ابعاد العراقية من الحكومة المقبلة". ولفت الى ان"التحالف الكردستاني لن يقبل باستثناء أي من الكتل السياسية في البرلمان الجديد". واعرب السفير الاميركي عن أمله"في مضي القوى السياسية قدماً للوصول الى اتفاق لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن واختيار العناصر الكفؤة للمناصب الوزارية". أمنياً، خطف مسلحون على طريق يصل بغداد بمدينة سامراء 11 زائراً إيرانياً وأطلقوا ثلاث نساء كن بينهم، بعدما قتلوا أحدهم وسائقاً عراقياً. وأفادت إحدى الايرانيات المفرج عنهن مليحة عبد الوهاب 35 عاماً أن هؤلاء الزوار خُطفوا بعد زيارتهم مرقد الامام علي الهادي في سامراء الجمعة الماضي، لافتة الى أن الخاطفين كانوا بين المصلين في المقام. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي لوكالة الأنباء الايرانية الرسمية:"سنبذل أقصى جهدنا لضمان إطلاقهم وعودتهم سالمين الى إيران". وقُتل سبعة عراقيين بينهم عنصران في مغاوير وزارة الداخلية وطفلة في سلسلة تفجيرات في بغداد وشمالها، في حين اعتقلت القوات العراقية"أميراً"في جماعة أبي مصعب الزرقاوي. وفي لندن، بثت قنوات تلفزيونية البريطانية شريط فيديو يصور جنوداً بريطانيين وهم ينهالون بالضرب على شبان عراقيين، ما دفع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى تأكيد أن تحقيقاً كاملاً سيفتح في القضية، معتبراً في الوقت ذاته أن"الغالبية الساحقة من الجنود البريطانيين في العراق وغيره يتصرفون في شكل لائق ويؤدون عملاً عظيماً من أجل بلادنا والعالم أجمع. ويستحقون دعمنا الكامل لما يفعلونه". وكانت صحيفة"نيوز أوف ذا وورلد"البريطانية نشرت ليل أول من أمس صوراً من الشريط الذي حصلت عليه ووزعته لاحقاً، تظهر جنوداً يجرون شباناً عراقيين وهم يضربونهم بقبضاتهم وبهروات.