تبدأ القمة الخليجية ال27 التي أطلق عليها اسم"قمة جابر"، أعمالها اليوم في الرياض. ويتوقع ان يتركز البحث خلال القمة التي يحضرها قادة الدول الست في مجلس التعاون على القضايا والأوضاع السياسية التي تهم دول الخليج العربية الست سياسياً، ولتناقش قضايا التعاون المشترك، ونقل التعاون الخليجي المشترك من مرحلة التعاون إلى مرحلة التكامل، وتفعيل المواطنة الخليجية. ويبدو من التوصيات المرفوعة الى القادة إن هناك قلقاً خليجياً مشتركاً من تداعيات الأوضاع الأمنية في العراق. وهذا ما أكده الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية الذي قال في حوار مع"الحياة"ان"هناك قلقاً شديداً ومبرراً من الأوضاع المتأزمة في العراق، وكل ما يحدث فيه من تطورات سيترك تداعياته السلبية أو الايجابية على المنطقة والعالم العربي". وقال العطية ان قمة الرياض ستبحث في السبل التي تساعد على وقف الانهيار في العراق، مشيراً إلى وجود تدخلات خارجية في العراق، لم يحددها،"تسعى الى تمييع الهوية العربية للعراق، وتفتيت الانتماء الوطني العراقي". وتؤكد المخاوف الخليجية من تدهور الأوضاع في العراق، التوصيات الأمنية التي أعدها وزراء داخلية مجلس التعاون، المرفوعة الى القمة. إذ تدعو هذه التوصيات إلى توجيه الأجهزة الأمنية بالعمل على وضع خطة عمل مشتركة"لمواجهة تداعيات الوضع المتردي والانفلات الأمني في العراق". وتحدد هذه التداعيات ب"النزوح البشري، الأعمال الإرهابية والإجرامية، تهريب الأسلحة والمتفجرات والمخدرات، التسلل"، وكذلك العمل على التحصّن من أية انعكاسات طائفية نتيجة وقوع حرب أهلية في العراق، والتنسيق المشترك لحماية حدود دول المجلس مع العراق، ووضع خطة طوارئ لذلك. ويبدو من التوصيات ان دول الخليج بدأت تعمل على إعداد خطط لمواجهة أية مخاطر بيئية قد تنجم عن النشاط النووي الإيراني، خصوصاً إذا ما تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لضربة عسكرية. وعلى الصعيد السياسي، ستكون الظروف الاستثنائية التي يعيشها لبنان حالياً، والأوضاع في الأراضي الفلسطينية، على جدول أعمال القمة التي تستمر يومين. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون"أن الحوار الوطني اللبناني هو السبيل الوحيد للبنانيين للتغلب على مشكلاتهم وخلافاتهم السياسية". وتشير التوصيات الأمنية إلى استمرار وجود قلق خليجي من الإرهاب والفكر المتطرف في المنطقة، وتؤكد أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية الخليجية، وتعزيز التعاون الاستخباراتي، وتشير إلى السعي للتعاون للانطلاق لمواجهة الفكر المتطرف من خلال مواصلة اصلاح مناهج التعليم، وتكريس مفهوم الوسطية وتعزيز روح المواطنة. الى ذلك، تبحث"قمة جابر"الخليجية في توصيات تتضمن خطوات للانطلاق بالتعاون الاقتصادي الخليجي المشترك إلى مرحلة التكامل الخليجي، من خلال قرارات تدعو"إلى الاسراع في ازالة العقبات التي تواجه خطوات التكامل الاقتصادي، المتمثلة في الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة".