جال وفد من دار الفتوى بتكليف من مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني أمس، على رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري، ناقلاً إليهما مواقف المفتي وثوابت دار الفتوى الوطنية والاسلامية، وخصوصاً"الحرص على الوحدة الاسلامية والوطنية والتمسك بأهدابها". وكذلك وضع الحريري في أجواء اللقاء"الطيبة والمتفائلة"مع بري. وضم الوفد الذي ترأسه المحكمة الشرعية السنية العليا الشيخ عبداللطيف دريان، مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، ومفتي صور القاضي الشيخ محمد دالي بلطة، والقضاة المشايخ عارف الحاج، ومالك الشعار وحسن دلة وعبدالرحمن شرقية ومحمد عساف وصلاح الدين فخري. وبعد اللقاء مع بري، أكد دريان: إأننا متفقون مع الرئيس بري على عدم السماح تحت أي ظرف من الظروف بأي اقتتال مذهبي أو طائفي، فالوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية خط أحمر ويمنع على أي كان أن يتلاعب بهذه الوحدة الإسلامية والوطنية"، مشيراً الى أن"لبنان الذي انتصر على العدوان الإسرائيلي التخريبي التدميري بوحدة شعبه وتماسكه وقوة مقاومته وديبلوماسية حكومته، لبنان المنتصر يجب الا نكافئه اليوم بما يحدث من انقسامات وتفرقة، من حق لبنان علينا ان نكون في مرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي متآلفين متراصين لنبني جميعاً ما دمره العدوان الإسرائيلي، ولنخطط معاً، لبنان الواعد المتآلف، لبنان صيغة العيش الواحد المتفردة والمتميزة". وأضاف دريان:"أملنا كبير بأن لبنان وشعبه سينطلقان من هذه الازمة ويعودان، ان شاء الله، قويين معافيين موحدين ومتماسكين". داعياً الجميع إلى"العودة إلى منطق العقل والتفاهم والحوار، لأن لا سبيل لحل أي أزمة من أزماتنا في لبنان إلا بالتفاهم والتوازن والحوار العقلاني البناء التي تحافظ على الوحدة الإسلامية، وتحافظ على الوحدة الوطنية وتحقق مصالح الوطن العليا". وطالب القوى السياسية بپ"ترك لغة الشوارع والعودة إلى المؤسسات الشرعية الدستورية"، مؤكداً ان"الوحدة الإسلامية والوطنية بخير". وبعد اللقاء مع الحريري قال الشيخ الميس:"أحببنا بعد لقائنا مع الرئيس بري وخروجنا بأجواء طيبة ومتفائلة، أن نضع النائب الحريري في تفاصيلها. كما لمسنا من النائب الحريري كل الاستعداد للحفاظ على الدولة وعلى الوطن وعلى الشرعية، وأن نكون جميعاً فئة الدولة والشرعية ولبنان". وأضاف:"هذا ما نسعى إليه جميعاً، ونعلم مسبقاً أن في جنوبلبنان الآن جيشاً للعالم من حولنا وفي وسطه الآن إثارات معينة. نعم جاءت الشرعية الآن ومن حسن الصدف انها رئاسة المحاكم الشرعية وقضاة الشرع وبعض المفتين لنقول في بيت الشرعية نحن مع الشرعية ولا نعمل إلا من خلال الشرعية حفاظاً على الشرع الذي يكشف الحقيقة في وقت من الأوقات ويعيد الأمور الى نصابها". وتابع الميس:"في هذا البيت الذي بنى آخر بيت في لبنان، بناه الشهيد رفيق الحريري، بنى قصوراً لكل اللبنانيين وأخيراً بنى بيتاً للبنان، وبنى لبنان في العالم. حصل ما حصل، أرادوا ان يهدموا البيوت ولكن نقول ما قلناه بالأمس ان للبيت رباً يحميه. ان الله الذي حمى مسيرة الرجل، ولأمر قضاه الله انه مضى شهيداً، ترك لبنان العالمي أمانة في أعناقنا لنحافظ عليه، سواء من خلال رئاسة مجلس الوزراء التي نالت الثقة من مجلس النواب ومن العالم. العالم مع شرعيتنا و نرجو ان نكون جميعاً سنداً للشرعية وأن نخلي الشارع من أهله ليعود الجميع الى الشرعية، فيبقى لبنان لنا جميعاً بإذن الله".