تصدّت طهران لاجتماع"الدول الست"في باريس لدرس مشروع قرار لفرض عقوبات عليها بسبب برنامجها النووي، بتأكيد رفضها الإذعان للضغوط والتلميح إلى أن القرار يهدد المصالح الاقتصادية الأوروبية في إيران. راجع ص 10. وفي وقت هدف الاجتماع الذي عقد على مستوى وكلاء الوزارات في الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، اميركا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، والمانيا إلى كسر الجمود الذي عطل التوصل إلى اتفاق في شأن نوعية العقوبات، قال مصدر مطلع في باريس إن الموقف الذي عبّر عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يعكس حرص موسكو على ضرورة الاكتفاء بحظر تصدير التقنيات والخدمات والمعدات المستخدمة في البرنامج النووي الإيراني، في حين أن"الترويكا الأوروبية"بريطانيا وألمانيا وفرنسا تريد توسيع الحظر ليطال المعدات والتقنيات المتعلقة بالصناعة النووية العسكرية. وبدت روسيا"موافقة بفتور"على الاقتراح الأوروبي، في حين طالبت واشنطن بتشديد العقوبات، لذا خصص جزء من الاجتماع أمس، لمحاولات تقريب وجهات النظر بين الموقفين الروسي والأميركي، باعتبار الدول الأوروبية تريد قراراً بالإجماع حتى لو كان أقل تشدداً من حيث العقوبات. وتسعى الولاياتالمتحدة إلى قرار ينص على عقوبات مشددة، يتخذ بالأكثرية مع امتناع روسيا والصين عن التصويت عليه. لكن مصادر غربية توقعت أن يُحسم الموقف في اجتماع يعقد على مستوى وزاري لاحقاً. تزامن ذلك مع تأكيد مصادر في فيينا ل"الحياة"أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حصل على تأكيدات صينية بالتزام دعم عمل الوكالة في التحقق من طبيعة البرنامج النووي الإيراني. جاء ذلك بعدما قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده في المراحل النهائية لبرنامجها النووي وستعيد النظر في التعامل مع الدول الأوروبية الثلاث إذا حاولت منع إيران من الحصول على"حقوقها"في برنامج نووي سلمي لتوليد الطاقة. وقال أحمدي نجاد في حشد في مدينة ساري شمال إيران أمس:"طريقنا للوصول إلى ذروة البرنامج النووي في مراحلها النهائية، ولم تتبق إلا خطوة واحدة"لم يوضحها، ولكنه قال إن طهران تريد أن تلبي حاجات البلاد من الوقود النووي اللازم لمحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية. وحذر الأوروبيين من أن قراراً دولياً ضد إيران سيكون بمثابة"عمل عدائي يهدد علاقاتهم"مع بلاده. في دبي، قال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني الذي يرأس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في افتتاح"المنتدى الاستراتيجي العربي"إن قرار العقوبات الذي يحاول الغرب التوصل إليه،"لن يجدي نفعاً"، إذا كان هدفه وقف البرنامج النووي الإيراني. وأكد لاريجاني الأهمية التي توليها بلاده إلى"التقارب الإقليمي"، محاولاً طمأنة دول الجوار من برنامجها النووي. كما أكد حق الدول العربية في أن تكون لها تطلعات للحصول على الطاقة النووية المدنية. وعما إذا كانت إيران ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك تفكر في وقف صادرات النفط كسلاح ضغط، قال لاريجاني:"لا نود أن نرى مثل هذا الموقف". ودعا الدول العربية إلى طرد الجيوش الأميركية من القواعد العسكرية في الخليج، وطالبها بالانضمام إلى طهران في حلف أمني إقليمي.