من الضاحية الغربية في باريس تنطلق الشبكة الإخبارية التلفزيونية الجديدة"فرنسا 24"بعد أيام، وتحديداً في التاسع من الشهر الجاري. وبهذا الإنجاز سيصبح حلم الرئيس الفرنسي جاك شيراك حقيقة بتأسيسه شبكة ستنافس شبكة"سي أن أن"الأميركية و"بي بي سي" البريطانية، وكذلك المحطة العربية المتمثلة في شبكة"الجزيرة"التي أطلقت منذ عدة أسابيع محطتها الناطقة باللغة الإنكليزية. وسيسبق البث الرسمي للبرامج التلفزيونية انطلاق موقع المحطة على الانترنت باللغات الثلاث الفرنسية والإنكليزية والعربية. وسيكون لهذه الشبكة الجديدة، وبحسب رئيسها التنفيذي آلان دو بوزيلاك،"تغطية متعددة المحاور وذات طابع فرنسي متميز، وهي تعتمد على النقاش المتنوّع، كما تفسح مجالاً للثقافة وفن الحياة الفرنسية، وتنطلق من توجّه يختلف تماماً عن ذاك الذي يطالعنا به العالم الأنكلو ساكسوني"، على حد تعبير دو بوزيلاك. أما السؤال المطروح، وهو بمثابة تحدّ فعلي، فهو: أين سيكون موقع هذه الشبكة في سوق مزدحمة بالمحطات الإخبارية، وهل بإمكانها الفوز بتقديم وجهة نظر إخبارية مختلفة ؟ وستبث المحطة الفرنسية الجديدة على قناتين باللغتين الفرنسية والإنكليزية، في انتظار البدء باللغة العربية على قناة ثالثة في النصف الأول من العام المقبل. وبعد سنتين من هذا التاريخ، ستبثّ أيضاً باللغة الأسبانية، ذلك أنّ هدفها هو الوصول إلى 250 مليون مشاهد على مدار 24 ساعة. وهي بذلك تغطّي أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا والساحل الغربي للولايات المتحدة بما فيه نيويورك وواشنطن. وللقيام بهذه المهمة، وظف 170 صحافياً من 27 جنسية مختلفة. وتبلغ الموازنة السنوية العامة لهذه الشبكة 80 مليون يورو، وهي أصغر موازنة مقارنة بموازنات"سي ان أن"و"الجزيرة"و"بي بي سي"، إلا أنها ستعتمد على الإعلانات لزيادة مداخيلها، شرط أن لا تمس السوق الفرنسية. ويتقاسم ملكية مشروع الشبكة الإخبارية الجديدة، وبحصص متساوية، كل من التلفزيون الفرنسي التابع للدولة وشركة"تي أف 1"الخاصة، وتستفيد الشبكة من الدعم اللوجستي والصحافي للمساهمين، بمعنى أنها ستعتمد في تغطيتها على المراسلين والمكاتب التي يملكها الشريكان. وسيكون للشبكة الجديدة بالإضافة إلى ذلك 20 مراسلاً مع مكتب واحد تقرر فتحه في بيروت لموقعها الجغرافي وسط العالم العربي ولقربها من مركز الأحداث الساخنة والأزمات التي يعيش العالم يومياً على وقعها. ولمناسبة تدشينها ستستضيف شبكة"فرنسا24"الرئيس جاك شيراك في لقاء مطوّل، سيتم الإعلان عن بدء البث عبر شاشات ضخمة في جادة"الشانزيليزيه"في باريس. يذكر أن حلم الرئيس الفرنسي في تأسيس هذه الشبكة الإخبارية يرجع إلى عام 2002، وتحديداً خلال معارضة فرنسا الحرب على العراق والتي كانت تجسيداً لموقف مغاير لموقف الولاياتالمتحدة. وقتها تعهد شيراك بالدفاع عن عالم متعدد المحاور ومتنوع الثقافات، يقف في وجه هيمنة الثقافة الأميركية السائدة.