قدرت تقارير دولية عن الأداء الاقتصادي عام 2006 إجمالي مبيعات منتجات التجميل وأدوات الزينة في منطقة الشرق الأوسط بحوالى 2.1 بليون دولار. وأشار خبراء متخصصون في هذا المجال الى أن عوامل عدة"تضافرت لحفز نمو مبيعات أدوات التجميل، من بينها متوسطات النمو الاقتصادي المرتفعة، وزيادة نسبة الشباب دون 25 سنة إلى اجمالي عدد السكان في المنطقة. وكذلك الولع الكبير بالرياضة والتعلق بنجوم الرياضة العالميين، الذين هم في الوقت ذاته من أبرز مروجي هذه المنتجات، والطفرة الهائلة في قطاع التجزئة في المنطقة، في ظل طفرة أكبر في الأنماط الاستهلاكية المدفوعة بالمداخيل المرتفعة. يضاف الى ذلك كثرة عدد السيدات العاملات في المنطقة، والعوامل المناخية التي تدفع الى الحرص على شراء منتجات ترطيب البشرة". وكشفت مديرة مجموعة معارض"ميسي"فرانكفورت هيثر نيكس أن مبيعات منتجات التجميل وأدوات الزينة وغيرها من منتجات العناية بالبشرة والنظافة الشخصية في منطقة الشرق الأوسط"تحقق نمواً كبيراً نسبته 12 في المئة سنويا"ً، بحسب التقارير الصناعية الدولية وتقارير الشركات العالمية المصنعة. وأكدت أن المنطقة"تحظى بقدرات شرائية كبيرة وأعداد متزايدة من الزبائن الذين يقبلون على شراء منتجات التجميل وغيرها من المنتجات الشخصية"، مشيرة الى أن الاعتناء بالبشرة والحفاظ على جمال المظهر"باتا من الأمور التي يهتم بها الرجال والنساء في المنطقة. كما صُنفت متاجر الأزياء التي تتعامل بالتجزئة في منتجات التجميل كجزء من هذه الطفرة الاستهلاكية". وكشفت ان شركات مثل"باريس غاليري"تخطط لافتتاح 40 متجراً من متاجر التجزئة في الإمارات وقطر والمملكة العربية السعودية قريباً، إلى جانب التوجه نحو البحرين والكويت ولبنان وعمان في المستقبل القريب". وتشير دراسة استهلاكية إلى"نمو سوق منتجات التجميل والنظافة الشخصية في الإمارات وحدها، ليصل إلى أكثر من 414 مليون دولار من إجمالي مبيعات التجزئة، مقارنة ب 382 مليون دولار في العام السابق. ويعد متوسط استهلاك مستحضرات التجميل والعطور في هذه المنطقة من أعلى المعدلات على مستوى العالم، إذ يبلغ متوسط مشتريات الفرد الواحد حوالى 334 دولاراً، ما دفع شركات عدة عالمية مصنعة الى تأسيس فروع لها في منطقة الخليج". وتفيد الدراسة بأن النمو في مبيعات أدوات التجميل والزينة"يترافق مع نمو كبير في قطاع تجارة التجزئة، وبات في إمكان قطاع الأفراد من المستهلكين الحصول على منتجات وبضائع العلامات التجارية الشهيرة في الأسواق المحلية، كالتي تتوافر في دبي خلال أيام المهرجان". وعزت نيكس أهم أسباب هذه الزيادة الى"ارتفاع نسبة الشباب في الإمارات عموماً، وفي دبي خصوصاً، إذ إن 60 في المئة من هؤلاء هم دون سن ال 25، ويعتبر العمر التقليدي الذي يبدأ فيه الناس تجربة مستحضرات التجميل التي تساعدهم على التعرف إلى ما يناسب كل منهم. كما ساهمت حال الطقس في دبي في زيادة معدل الإنفاق على مشتريات معينة. وفي هذا المجال حققت المنتجات العشبية التي تحتوي إلى المرطبات والعطور، التي رُكبت بالطريقة التي تناسب ظروف المناخ الحار هنا، أرباحاً غير مسبوقة". كما انعكست العوامل الاقتصادية على النمو السريع لهذه الصناعة في الإمارات، إذ تحصل السيدات العاملات على الأجر الأعلى، وبالتالي زاد معدل إنفاقهن على مستحضرات التجميل كثيراً مقارنة بالفترات الماضية. ولفتت نيكس الى أن"متوسط دخل الفرد في المنطقة سنوياً يزيد في الفترة الحالية ليصل إلى أكثر من 20 ألف دولار". وأوضحت أن"النفقات على منتجات التجميل التي ظلت تعتبر من الكماليات في الماضي زادت، ولكنها تحولت إلى ضروريات لدى كثيرين الآن، ولم تعد النساء فقط هن المهتمات بالإنفاق عليها لتحسين المظهر، بل زادت نسبة الرجال في المنطقة الذين باتوا يشترون منتجات الزينة الشخصية عن أي فترة ماضية، ما يعكس الزيادة في نسبة إقبال الرجال نحو تحسين المظهر وتجميله". كما أكدت نيكس أن"ولع الرجال في هذه المنطقة من العالم بالرياضة يساهم أيضاً في زيادة مبيعات منتجات التجميل"، موضحة أن بطولة كأس العالم لكرة القدم التي نظمت هذه السنة"خلقت عدداً من المظاهر مثل تزيين الغرف بصور"ديفيد بيكهام"كابتن المنتخب الانكليزي لكرة القدم. ففضلاً عن كونه من نجوم الرياضة المميزين، إلا أنه أيضاً من المروجين للكثير من منتجات الزينة الخاصة بالرجال، وبالتالي يرغب الناس في تقليده قدر الإمكان". ومن المقرر أن تستضيف دبي معرض"عالم التجميل في الشرق الأوسط"بين 20 و22 أيار مايو المقبل. ويتوقع أن تضم الدورة ال 12 لهذا المعرض، 950 عارضاً يمثلون 1300 شركة من 55 دولة.