استبق رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق زعيم"الائتلاف العراقي الموحد"عبدالعزيز الحكيم زيارته الى واشنطن بالدعوة الى تشكيل"نظام امن اقليمي ذكي"يشمل جميع دول المنطقة، خصوصاً جيران العراق، بهدف ضبط الحدود وتبادل المعلومات وتوقيع اتفاقات امنية، اضافة الى تأسيس شراكة اقتصادية بين دول الجوار على غرار الاتحاد الاوروبي كاتحاد عربي او اسلامي للنهوض في المنطقة ومواجهة التحديات الراهنة التي تواجهها. ويعكس اقتراح الحكيم، نوعاً ما، ما تراه الحكومة الايرانية من ان على دول المنطقة التعاون ما بينها امنياً من دون تدخل خارجي، لكنه لم يصل الى حد المطالبة بمغادرة القوات الاجنبية، وتحديداً الاميركية، لمنطقة الخليج كما تريد طهران. واكد الحكيم، في مؤتمر صحافي عقده في عمان امس، قبيل توجهه الى الولاياتالمتحدة الاميركية"ان المشكلة العراقية مشكلة سياسية وليست دينية او مذهبية... ولا توجد حالة تصادم اجتماعي في العراق"مشيراً الى ان الوضع فيه"مختلف عن اوضاع دول اخرى تشهد صدامات اجتماعية"موضحاً اهمية دور رجال الدين في تجاوز المشكلة. وقال الحكيم"كل الشعب العراقي خاسر من استمرار دوامة العنف"وحض على شراكة حقيقية بين ابناء العراق في الحكم مشدداً على"ان المساس بوحدة العراق ارضاً وشعباً خط احمر لا نسمح به". ورفض اي فكرة لتقسيم العراق مشيراً الى ان الفيديرالية، التي قبل بها العراقيون عبر الدستور،"شكل من اشكال النظام الاداري ولن تقوم على اساس طائفي". وامتدح الحكيم الدور الاردني"والجهود الاردنية الصادقة والايجابية لاخراج الشعب العراقي من محنته"معتبرا ان الاردنيين"ابدوا رغبة اكيدة في ايقاف دوامة العنف ودعم الحكومة المنتخبة". وشن رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية هجوماً، غير مباشر، على رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق حارث الضاري متهماً اياه ورجال دين آخرين لم يسمهم بأنهم"رجال فتنة وتشنج وكان لهم دائماً دور التخريب ودور العداء للشعب العراقي ودور في تمزيقه". ورفض الحكيم اقتراح الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بعقد مؤتمر دولي حول العراق وقال"المؤتمر خارج العراق غير واقعي وغير مشروع او قانوني". ووصف الحكيم الحكومة العراقية الحالية"بأنها من اقوى الحكومات في الشرق الاوسط، لأنها تستند الى قاعدة شعبية قوامها 12 مليون عراقي شاركوا في الانتخابات". واضاف"الشعب العراقي لا يقبل ان يُصاغ مستقبله ومصيره في مؤتمرات دولية خارجية والحل يجب ان يعقد أي مؤتمر في بغداد". وكان الامين العام للامم المتحدة دعا الاسبوع الماضي الى عقد مؤتمر دولي للسلام حول العراق يجمع الاطراف العراقية بإشراف الاممالمتحدة من دون استثناء أي طرف داخلي او من دول الجوار. وفي شأن زيارته الى واشنطن ودورها في تفاقم المشكلة بعد موقف التيار الصدري من لقاء بوش - المالكي قال الحكيم"لا علاقة لزيارتي بلقاء بوش - المالكي وهي زيارة مخططة سابقا والخلافات وتباين الاراء في العملية السياسية امر طبيعي وسنبقى جميعا متكافلين موحدين". واكد انه سيبحث في واشنطن"في مختلف القضايا"في العراق"لأن الولاياتالمتحدة لها وجود مهم داخل العراق والمفروض التباحث معها". وسخر الحكيم من سؤال عن نيته الالتقاء في واشنطن بممثلين عن اللوبي اليهودي واعتبر ذلك"تشويشا على الزيارة". ورفض الحكيم اتهام ميليشيات"فيلق بدر"بارتكاب جرائم وعنف طائفي فقال"ان فيلق بدر تحول بعد زوال النظام السابق الى منظمة سياسية من منظمات المجتمع المدني التي تعمل ضمن العملية السياسية". وطالب من يتهم"فيلق بدر"بارتكاب المخالفات تقديم الدليل امام القضاء والمحاكم العراقية. من جهة ثانية اعتبر القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"الشيخ جلال الدين الصغير الدعوة الى مؤتمر دولي حول العراق"بادرة خطيرة في خرق القانون واتاحة المجال للارهابيين لتصعيد اعمالهم الارهابية"، اضافة الى انها"تمثل انقلاباً على الأوضاع القانونية والدستورية في العراق ... وتمثل موقفاً لا مسؤولاً تجاه العملية السياسية التي بنيت على اسس ديموقراطية وبآليات طالما اكدت الأممالمتحدة على مصداقيتها". وحذر من ان"هذه الدعوة ستُعقد الوضع في العراق". وشدد على ان الحل يكمن"في اتاحة المجال الحقيقي للعراقيين لتسلم الملف الأمني والذي بموجبه سيتمكنون من القضاء على الارهاب الذي يعمل على زعزعة الأوضاع وسلب الاستقرار من العراق". ونبه الى خطورة"ان اي أقلمة أو تدويل للقضية العراقية سيُسهم بتعقيد الأوضاع في البلاد".