علمت "الحياة" أن لقاء وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس جاء كمحاولة مصرية أخيرة للحيلولة دون انهيار وقف اطلاق النار في غزة بشكل كامل بعد قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الرد بعمليات محددة على اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل. وأشارت القاهرة إلى تعرض أولمرت لانتقادات داخلية عنيفة - بما فيها من أعضاء حكومته - بسبب إحجامه عن الرد على اطلاق الصواريخ التي بلغ عددها - وفقا للمصادر العسكرية الاسرائيلية - 66 صاروخا منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. وأكدت مصادر سياسية في القاهرة أن محادثات"ابو الغيط"مع القيادات السياسية والعسكرية الاسرائيلية الأربعاء اتسمت بالصعوبة، وقالت ان الجانب المصري اصر على ضرورة التزام اسرائيل ضبط النفس وعدم الرد على اطلاق الصواريخ، وذلك لإعطاء قوات الامن الفلسطينية الفرصة لتثبيت وقف النار والحيلولة دون وقوع خروقات من جانب عناصر حركة الجهاد الاسلامي او غيرها ممن لا يلتزمون الإجماع الفلسطيني. لكن المسؤولين الاسرائيليين ابدوا تشككهم في قدرة هذه الاجهزة على منع اطلاق الصواريخ مشيرين الى أن اسرائيل التزمت عدم الرد خلال الشهر الماضي من دون ان يؤدي ذلك لتطور ايجابي في قدرة الاجهزة الفلسطينية او في التزام عناصر"الجهاد الاسلامي"بالهدنة، وأكدوا أن لديهم معلومات استخباراتية بأن جهات خارجية تدفع بعناصر"الجهاد الاسلامي"الى مواصلة اطلاق الصواريخ على الجانب الاسرائيلي، وان الاجهزة الامنية الاسرائيلية لا تستطيع البقاء ساكنة ازاء ذلك. وشدد الجانب المصري على ان قيام اسرائيل بالرد على هذه الهجمات من شأنه تقويض وقف النار والعودة للمواجهات بين الطرفين، وهو الامر الذي لن يوقف اطلاق الصواريخ ولن يوفر الامن لأي من الاسرائيليين او الفلسطينيين. وذكرت المصادر أن وزير الدفاع بيريتس وعد"ابو الغيطط بأن تلتزم القوات الاسرائيلية التهدئة في الضفة الغربية وألا يبادر الجيش الى اطلاق النار، وان كلا من اولمرت وبيريتس اكد لوزير الخارجية المصري ان الجيش الاسرائيلي سيقتصر على التعامل مع العناصر التي يتم رصدها في قطاع غزة وهي بصدد اطلاق الصواريخ ولن يتم شن هجمات من الجانب الاسرائيلي، وهو موقف حذر الجانب المصري من امكانية تدهوره الى مواجهات شاملة مرة أخرى. وذكرت المصادر ان الجهود المصرية ستتواصل خلال الايام المقبلة مع الفصائل الفلسطينية والجانب الاسرائيلي للحيلولة دون انهيار وقف النار، كذلك من خلال اطلاق عملية سياسية متواصلة وايجابية بين اولمرت وعباس وهو الموضوع الذي ينتظر ان يشغل حيزا كبيرا من مناقشات اولمرت ومبارك في مصر الاسبوع المقبل.