عاد الحديث من جديد عن "قناة خلفية" للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفكرة عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له أمس. وقال عباس في تصريحات صحافية:"إننا طرحنا منذ فترة فكرة القناة الخلفية للتفاوض مع إسرائيل سواء بمشاركة أحد أطراف المجموعة الرباعية الدولية الراعية لخريطة الطريق أو المجموعة ككل بهدف مناقشة قضايا المرحلة النهائية"، وأشار في هذا الخصوص إلى أهمية الزيارة المقبلة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى مصر والمنطقة في منتصف كانون الثاني يناير المقبل"وهو ما يتطلب وضع خطة موحدة حول كيفية مواجهة المستقبل والخطوات الضرورية للوصول إلى الحل النهائي". وأكد انه"مع وصول رايس للمنطقة فإن الوقت يكون حان تماما لتفعيل هذا الموضوع والتحدث حوله بشكل جدي". وأضاف"أنه عرض هذه الفكرة مجددا على رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت خلال لقائهما الأخير وأنه لم يرفضها ووعد بدراستها كما أن الجانب الأميركي لم يرفض الفكرة"، ووصف هذه القناة بأنها"قناة غير معلنة لكنها غير سرية". وحول مدى التقدم في موضوع إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وما إذا كان يشمل الافراج عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، قال الرئيس الفلسطيني"إننا نهتم للغاية بالإفراج عن جميع الأسرى"، مشيرا إلى أنه درس هذا الموضوع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بشكل جدي. وأوضح أن"الجانب الإسرائيلي يعلق موضوع الأسرى على مسألة الافراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت"، وأن"رئيس الوزراء الإسرائيلي وعد بدراسة اطلاق سراح عدد من الأسرى قبل عيد الأضحى وأرجو أن يفي بوعده". وعن تطورات الحوار الوطني الفلسطيني، قال عباس:"مازلنا عند موقفنا الذي أعلنته في خطابي الأخير للشعب الفلسطيني وهو أننا نريد أن نذهب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة"، مشيرا إلى"أن هناك احتجاجات على هذا الطرح ولكن أعتقد أن هذه الاحتجاجات ليست في محلها لأن قضية الذهاب إلى انتخابات مبكرة هي قضية قانونية وسياسية، وعلى من يحتج عليها أن يذهب للقضاء". وأضاف"أنه يتعين في هذا الخصوص أيضا أن نترك الباب مواربا لإتاحة الفرصة للتفاوض من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية". ورد عباس على الاتهامات الموجهة للسلطة الفلسطينية بالاستقواء بالخارج في مواجهة ارادة الشعب الفلسطيني الذي انتخب"حماس"بالقول"إن الشعب الذي انتخب حماس هو نفسه الذي انتخبني لمنصب الرئاسة، وهذه هي الديموقراطية وارادة الشعب". وبشأن ما يتردد عن استضافة مصر قريبا للقاء ثلاثي بين مبارك وعباس وأولمرت، قال عباس:"أود أن أشير في البداية إلى أنني طرحت خلال لقائي الأخير مع أولمرت كل شيء وتم التفاهم على كل شيء". وأوضح انه"لم يتم حتى الآن الترتيب لهذا اللقاء ولكن إذا ما حصل بالفعل فسيكون من أجل تفعيل النتائج والتفاهمات التي تم التوصل إليها خلال اللقاء مع اولمرت وبهدف دفع هذه النتائج الى مرحلة التطبيق الفعلي على أرض الواقع". وعن ما إذا كانت هناك ضمانات لتأمين جدية تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه اكتفى عباس بالقول انه"من الناحية العملية لا توجد ضمانات مطلقة في السياسة، ويظل الأمر دائما مرهوناً بعنصر القوة". وبحث مبارك وعباس مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وركز اللقاء على نتائج الاجتماع الذي عقد بين أولمرت والرئيس الفلسطيني الذي غادر القاهرة أمس متوجهاً إلى عمَّان. وصرح الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد بأن الرئيس مبارك سيعقد خلال أيام لقاء منفصلا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقال"إن لقاء مبارك مع عباس هو حلقة من الاتصالات المستمرة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والأطراف المعنية بعملية السلام". وأوضح أن الرئيس مبارك بعث برسالة منذ أيام قليلة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش أكد فيها ضرورة العمل على اغتنام الفرصة الحالية لكسر جمود عملية السلام وإحراز تقدم على مسار السلام الفلسطيني - الاسرائيلي يخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، على اعتبار أن القضية الفلسطينة هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط.