مقديشو - أ ب، رويترز - أكد شهود أن مئات الجنود الإثيوبيين سيطروا على بلدة استراتيجية في وسط الصومال أمس، بعدما طردوا مقاتلي «حركة الشباب المجاهدين» منها، للمرة الأولى منذ انسحاب الجيش الإثيوبي في كانون الثاني (يناير) الماضي. وتدخلت القوات الإثيوبية أكثر من مرة منذ انسحابها لدعم قوات الحكومة الصومالية أو الميليشيات القريبة منها في مواجهة المتمردين الإسلاميين، لكنها كانت سرعان ما تنسحب من دون أن تسيطر على مدن أو بلدات. غير أن الجنود بقوا في بلداوين التي دخلوها ليل أول من أمس، بعد مرابطة مجموعة من زملائهم على مشارفها لمدة ثلاثة أيام. وأكد شهود أن القوات الإثيوبية المدعومة بمركبات مدرعة سيطرت على بلداوين، وهي معقل استراتيجي ل «حركة الشباب» التي تتهمها الولاياتالمتحدة بأنها وكيل «القاعدة» في الصومال. وقال أحد السكان: «عند الفجر تقريباً دخل مئات من الجنود الإثيوبيين إلى البلدة من اتجاهات مختلفة، وسمعنا طلقات رصاص متفرقة. وبعد شروق الشمس، رأينا الجنود يقومون بدوريات في الشوارع الرئيسة». وأشار شاهد آخر إلى أن قوات الحكومة الصومالية قتلت اثنين يشتبه بأنهما من المتمردين الإسلاميين أثناء عملية تمشيط للبلدة. وقال إن «القوات الصومالية تقوم بعملية في غرب بلداوين حيث كان مقاتلو الشباب يتمركزون. نُهبت متاجر وفنادق كثيرة. واعتُقل عدد من الرجال أيضاً». وسُمعت أصوات عربات مسلحي «الشباب» لدى انسحابهم قبل الفجر. وينفي المسؤولون في أديس أبابا عادة وجود جنود إثيوبيين في الصومال، رغم قولهم انهم يقدمون المشورة الأمنية والتدريب للقوات الصومالية. وكانت إثيوبيا غزت جارتها بدعم ضمني من الولاياتالمتحدة في نهاية العام 2006 لإطاحة «المحاكم الإسلامية» التي كانت تسيطر على وسط وجنوب البلاد، قبل أن تنسحب رسمياً مطلع العام الجاري.