أكد مصدر عراقي ان المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني تلقى طلباً من كتلتي «الإئتلاف الوطني»، و «دولة القانون» كي يتدخل في تشكيل الحكومة، نافياً تلقيه اتصالاً من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وقال المصدر الذي رفض كشف اسمه في تصريح الى «الحياة» ان «المرجع يواجه مطالب قوية من السياسين في الائتلافين الشيعيين كي يتدخل لحل الأزمة». وأضاف ان «السيستاني لا يمكن ان يعزل نفسه تماماً في وقت تعصف بالساحة مشاكل تكاد تهدد العملية السياسية برمتها». وأشار الى ان «المرجع سيتدخل اذا وصل الامر الى عنق الزجاجة وتدخل المرجعية كاد ان يقترب». وكان السفير الاميركي السابق في بغداد كريستوفر هيل قال إن «السيد السيستاني قد يمارس تأثيره لتسريع عملية تشكيل الحكومة الجديدة بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية». وأضاف: «نحن نعلم أنه يتابع القضية يومياً، وأجد انه يلعب الدور الذي يمكنه أن يلعبه بأفضل طريقة ممكنة لضمان الخروج بمردود ايجابي. السيد السيستاني يعتقد بأنه عند تشكيل الحكومة في نهاية المطاف ستجد فيها السنة والشيعة والاكراد وهم مجتمعون معاً». إلى ذلك، نفى المصدر «ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن وجود اتصال هاتفي بين السيد الصدر والمرجع السيستاني»، وقال ان «للمرجع خصوصية». وزاد ان «التباحث في الشأن السياسي لا يحصل عبر الهاتف بل يكون بالحضور شخصياً فالمرجعية لها مقام رفيع المستوى». وكانت وسائل اعلام محلية تناقلت خبراً نقلاً عن مصادر لم تكشفها مفاده بأن الصدر اجرى اتصالاً هاتفياً بالسيستاني وابلغه أنه سيدعم رئيس القائمة «العراقية» اياد علاوي لرئاسة الحكومة في حال اصرت المرجعية على دعم المالكي للمنصب ذاته. يذكر ان المرجعية الدينية في النجف أكدت في اكثر من مناسبة وقوفها على مسافة واحدة من كل الكتل السياسية، ونأت بنفسها عن ملف تشكيل الحكومة، وأقتصر دورها على الحض على تشكيل حكومة شراكة وطنية من دون تهميش اي طرف وإعتماد الحل الوطني بعيداً من التأثيرات الخارجية. من جهة أخرى، قال مدير الهيئة الاعلامية في مكتب الصدر في النجف فؤاد الفحام ل «الحياة» إن «الصدر لم يتصل بالسيستاني». وكان ائتلاف العراقية (91 مقعداً) علق الاثنين، مفاوضاته مع ائتلاف دولة القانون (89 مقعداً) على خلفية تصريحات ادلى بها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وصف فيها العراقية بأنها «قائمة سنية».