أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمام قواته في العراق أمس انهم في «المرحلة الأخيرة من الحرب»، بعد انتهاء المهمات القتالية وأن «التاريخ سيصدر حكمه على الغزو وما اذا كان يستحق العناء». وخلال زيارة للقوات في الرمادي التي شهدت بعضاً من أشرس المعارك خلال الحرب التي استمرت سبع سنوات ونصف السنة قال غيتس للجنود انه يعتقد بأنهم «ما زالوا يستحقون أجر المهمات القتالية على رغم أن مهتهم تحولت رسمياً الى التركيز على مساعدة القوات العراقية». وحين سئل ان كانت الولاياتالمتحدة ما زالت في حالة حرب مع العراق قال غيتس «كلا. لسنا في حالة حرب.» وأضاف «توقفت العمليات القتالية. سنظل نعمل مع العراقيين في مكافحة الإرهاب. سنظل نقدم الكثير من التدريب والمشورة والمساعدة. لذلك يمكنني القول اننا انتقلنا الى المرحلة الأخيرة من مهمتنا في العراق.» ووصل غيتس الى العراق أمس لحضور مراسم يسلم خلالها الجنرال قائد القوات ريموند أوديرنو المسؤولية الى القائد الجديد اللفتنانت جنرال لويد أوستن. ويأتي تغيير القيادة بعد يوم من الانتهاء الرسمي للمهمة القتالية الأميركية التي بدأها الرئيس السابق جورج بوش بغزوه العراق عام 2003 . وقال الرئيس باراك أوباما للأميركيين في خطاب من المكتب البيضاوي «حان الوقت الآن لطي الصفحة» الخاصة بالعراق. وسيبقى نحو 50 ألف جندي أميركي في العراق حتى الانسحاب الكامل بحلول نهاية 2011 كما نص اتفاق أمني بين الولاياتالمتحدة والعراق لكنهم سيقدمون المشورة والمساعدة للقوات العراقية بدلاً من قيادة المعركة ضد المسلحين. ومازال الوضع الأمني يمثل مصدر قلق كبير في العراق حيث تزيد الهجمات التي تستهدف قوات الأمن وهناك مخاوف من أن يؤدي انهاء العمليات القتالية الأميركية الى ترك فجوة أكبر يمكن للمقاتلين استغلالها. وقال غيتس ان الحكم على الغزو يحتاج إلى «رأي مؤرخ» ويتوقف على المستقبل السياسي للعراق. وأضاف:»ظلت البلاد ديموقراطية وقامت بدور بناء فربما يكون لها أثر كبيرفي الشرق الأوسط» أما كيف سيؤثر ذلك في الميزان بمرور الوقت فأعتقد أن هذا سيتضح في ما بعد.» وزاد: «ستظل العملية مستمرة لفترة طويلة. هذا أمر جديد في تاريخ العراق الممتد آلاف السنين وهو أمر جديد الى حد ما في هذه المنطقة من العالم. لكني أعتقد أنهم انطلقوا في بداية طيبة.» وقال للجنود الأميركيين في الرمادي انه مازال لديهم دور مهم عليهم أن يؤدوه. وأضاف «فلتعلموا أنه على رغم انتهاء العمليات القتالية وتحول اهتمامنا في شكل متزايد الى أفغانستان فإن عملنا لا يزال ضرورياً من أجل نجاح جهودنا هنا في نهاية المطاف. اذا سألني أحد لدى عودتي الى البنتاغون سأقول انني أعتقد بأن علينا الاستمرار في دفع الأجر عن المهمات القتالية». وكان أوباما أعلن أول من أمس ان المهمة القتالية للولايات المتحدة في العراق انتهت وأبلغ الأميركيين الذين سئموا الحرب أن «مهمتنا المركزية كشعب» هي أن يستعيد الاقتصاد الأميركي عافيته. وأضاف أوباما الذي ورث الحرب عن الرئيس جورج دبليو بوش ويقاتل في حرب اخرى في افغانستان، انه وفى بوعده في حملة انتخابات الرئاسة لعام 2008 لإنهاء العمليات القتالية الأميركية في العراق. وبعد سبع سنوات من العنف الدموي الذي أوقع آلاف الضحايا العراقيين واستهلك موارد ضخمة من الموازنة الأميركية قال اوباما «حان الوقت الآن لطي الصفحة.» وأضاف في كلمة وجهها من المكتب البيضاوي إن «عملية حرية العراق انتهت والشعب العراقي اضطلع الآن بالمسؤولية عن الأمن في بلده.» وأشاد بسحب القوات ف «هذا كان وعدي للشعب الأميركي كمرشح لهذا المنصب.»