ألغت المحكمة الإندونيسية العليا أمس حكم إدانة رجل الدين أبو بكر باعشير بالتورط بتفجيرات جزيرة بالي عام 2002 حين قتل 202 شخص بينهم 88 أسترالياً وبفندق ماريوت في جاكرتا عام 2003 حين قتل 12 شخصاً. وقال القاضي جيرمان هوديارتو الذي ترأس المحاكمة إنه "تبين بعد أخذ إفادات أكثر من 30 شاهداً إن باعشير 68 سنة لم يكن ضالعاً في التفجيرات"، علماً أنه كان أطلق في حزيران يونيو الماضي، بعدما أمضى في السجن حوالى 26 شهراً لاتهامه بالاضطلاع بدور في التفجيرات. وصرح باعشير بأنه"يحترم قضاة المحكمة العليا لشجاعتهم على قول الحقيقة"، فيما قال محاميه باهيندراداتا إن القرار أكد اعتراف المحكمة بأن باعشير اتهم وسجن خطأ وأنه استعاد سمعته الطيبة، مشيراً إلى أن باعشير سيناقش مع فريقه القانوني احتمال رفع قضية ضد إدانته وسجنه. في المقابل، أسف الناطق باسم الشرطة سيسنو اديوينوتو لقرار المحكمة، وقال:"إننا متأكدون أن باعشير ضالع في التفجيرات، استناداً إلى تحقيق موضوعي وأدلة كافية". واعتقلت الشرطة باعشير للمرة الأولى بعد أسبوع من تفجيرات بالي في 12 تشرين الأول أكتوبر 2002، لكنه مثل أمام المحكمة في السنة التالية من دون وجود أدلة كافية لإثبات كونه أحد زعماء الجماعة الإسلامية وحكم عليه بالسجن 18شهراً بسبب مخالفته قانون الهجرة. وأعادت الشرطة اعتقال باعشير نهاية نيسان إبريل 2004، بعد إطلاقه من السجن، وحكم عليه بالسجن 30 شهراً في آذار مارس 2005، بعدما دانته المحكمة بالتورط بالتخطيط للتفجيرات. واحتجت دول غربية بينها أستراليا على"المعاملة المتساهلة"لباعشير الذي نفى صلته بأي هجمات اتهمت فيها الجماعة الإسلامية. في غضون ذلك، حذرت أستراليا من تنفيذ متشددين هجمات محتملة في أندونيسيا خلال فترة أعياد نهاية السنة، علماً أن الولاياتالمتحدة كانت أصدرت تحذيراً مماثلاً هذا الأسبوع. وأفادت وزارة الشؤون الخارجية الأسترالية:"يوجد خطر ذو صدقية من وقوع هجمات إرهابية في إندونيسيا خلال الأعياد. التجمعات خلال موسم العطلات قد تكون أهدافاً مغرية للإرهابيين". المتصدق على صعيد آخر، أعلن صديق للإسلامي المغربي منير المتصدق المتهم بالإرهاب في ألمانيا، بأن التحقيقات تجاهلت واقع أن المتصدق مكث مع أسرته في منطقة"الهضبة الخضراء"في ليبيا ثلاث سنوات بين 1985و1987وعايش محنة الغارات الجوية الأميركية على طرابلس في نيسان 1986. وأشار صديق الإسلامي المغربي إلى أن الأخير شارك في مناقشات أجمعت على رفض الخيار العسكري الأميركي، وأبدت غضبها من حصيلة الهجمات على المدنيين في المدارس أو البيوت، وقال:"احتفظ منير بذكرى هذه الحوادث ولم تفارقه حين عادت أسرته إلى المغرب وحين سافر المتصدق إلى ألمانيا لاحقاً لمتابعة دراسته في جامعة هامبورغ التقنية، حيث تعرف إلى الانتحاريين الذين نفذوا اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001". وقضت محكمة للاستئناف في ألمانيا في تشرين الثاني نوفمبر الماضي بإدانة المتصدق بالضلوع في مساعدة منفذي اعتداءات 11 أيلول، وأمرت بإعادة محاكمته لتشديد العقوبة الصادرة في حقه.