في الوقت الذي طلبت فيه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت العمل على تحقيق وقف شامل للنار مع الفلسطينيين يشمل الضفة الغربية أيضا، تُمارس المؤسسة العسكرية ضغوطا على الحكومة للحيلولة دون توسيع رقعة الهدنة التي أعلنت مطلع الاسبوع في قطاع غزة بداعي ان وقف نشاط المخابرات والجيش في أنحاء الضفة"سيكلف اسرائيل أثمانا أكثر فظاعة تتمثل بعمليات تفجيرية في قلب مدنها تسقط عشرات القتلى". وأفادت الاذاعة الاسرائيلية امس بأن قادة الأجهزة الأمنية الاسرائيلية المختلفة سيقدمون الى الحكومة الأمنية المصغرة التي تلتئم بعد ظهر غد، معطيات تسند مواقفهم المعارضة شمل الضفة في الهدنة وسيكررون أيضا"الأخطار المتربصة باسرائيل من وقف النار في القطاع". وأضافت ان رايس نقلت الى اولمرت الذي التقته اول من أمس موقف واشنطن"التي ترغب في أن يتم توسيع الهدنة مع الفلسطينيين لتشمل الضفة"، الا ان المسؤولين العسكريين يعارضون ذلك بقوة. ونقلت الاذاعة عن أحدهم قوله ان وقف النشاط العسكري والمخابراتي الاسرائيلي في الضفة الذي يهدف اساسا الى منع الاعداد لهجمات انتحارية"معناه توجيه الدعوة المباشرة للمنظمات الارهابية لتنفيذ عمليات تفجيرية في قلب تل أبيب"، وعندها ستكون النتائج أكثر دموية. وأضاف انه بينما تستطيع اسرائيل"تحمل"خروق فلسطينية لوقف النار في القطاع تتمثل باطلاق قذائف على بلداتها في الجنوب نادرا ما تسفر عن قتلى،"فإن عملية انتحارية واحدة في قلب اسرائيل تسقط أضعاف عدد الذين قتلوا في الحرب التي شنتها اسرائيل على القطاع خلال عام". وذكر المسؤول انه منذ انسحاب اسرائيل من القطاع قبل أكثرمن عام، قتل 33 اسرائيليا، خمسة منهم فقط على جبهة القتال مع القطاع ثلاثة جنود ومواطنان من بلدة سديروت، بينما قتل في نيسان ابريل الماضي 11 اسرائيليا في عملية تفجيرية واحدة في تل أبيب. وتابع ان النشاط العسكري الاسرائيلي المتواصل في الضفة، خصوصا في نابلس"مصدر تصنيع العبوات الناسفة"، يحقق انجازات مهمة وكبيرة حالت دون تنفيذ عمليبات انتحارية داخل اسرائيل. وبين الوزراء الذين يدعمون هذا الموقف، رئيس حزب"المتقاعدين"رافي ايتان الذي أكد للاذاعة استحالة وقف النشاط الاستخباراتي في الضفة، مؤيدا في الوقت ذاته قبول اسرائيل وقف النار في القطاع"من منطلق التظاهر بموقف ايجابي"لا يلزمها عدم التحرك في حال واصل الفلسطينيون خرقه. ويضيف المسؤولون العسكريون أيضا ان أي اعلان فلسطيني لوقف النار ليس سوى"خطوة تكتيكية"يراد منها استغلال الوقت لاعادة تنظيم الصفوف والتسلح من جديد"كما الحال الآن في قطاع غزة". ويرى هؤلاء ان وقف النار المعلن في القطاع لن يدوم طويلا، وأنه لا بد في نهاية الأمر من عملية عسكرية واسعة الغرض منها تأمين وقف تهريب الأسلحة من القطاع الى الضفة.