انتقد حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي في شدة تصريحات رئيس الوزراء المغربي إدريس جطو التي استبعد فيها إشراك الحزب في الائتلاف الحكومي بعد الانتخابات التشريعية المقبلة. واعتبر زعيم "العدالة والتنمية" الدكتور سعد العثماني أن موقف جطو يشكل "رسالة خاطئة وسيئة في مكان غير مناسب". وكان جطو قال خلال اجتماع مع رجال أعمال فرنسيين في باريس إن الحزب الإسلامي"قابل للتعايش"، مؤكداً أن الغالبية التي تشكل الائتلاف الحكومي الحالي"لن يطرأ عليها تغيير كبير". واعتبر العثماني تصريحات جطو عن الغالبية الحكومية"رسالة خاطئة وسيئة في مكان غير مناسب". وتساءل:"إذا كان الأمر كذلك، لماذا نخوض الانتخابات؟". وأشار إلى أن حزبه"يتمسك بمؤسسات المغرب، وبكونه مغربياً ينطلق من المرجعية الإسلامية، وليس حزب تعليمات". ودعا العثماني مختلف الشركاء السياسيين إلى"التعاون من أجل تجاوز الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد"، مؤكداً أن"يدنا ممدودة للجميع من أجل الاصلاح، غير متهافتين على الحقائب الوزارية وغير متملصين من تحمل المسؤولية". وشدد على أن"قرار المشاركة في الحكومة وارد، كما ان بقاء الحزب في المعارضة وارد كذلك. والقرار النهائي من اختصاص المجلس الوطني"الذي يعتبر الهيئة العليا في الحزب. وعرض برنامج حزبه الذي قال إن 36 لجنة مختصة من الخبراء عكفت على إعداده، معرباً عن أمله في تعيين رئيس الوزراء بعد انتخابات 2007 من أحد الأحزاب. وجاءت انتقادات"العدالة والتنمية"لمواقف رئيس الوزراء متزامنة وتزايد الجدل حول حضور الإسلاميين في الانتخابات التشريعية المقبلة. وقللت أوساط إسلامية وحزبية من نتائج استطلاعات رأي منحت"العدالة والتنمية"حظوظاً أكبر، بينما رأت مصادر في الخلافات بين حزبي"الاستقلال"و"الاتحاد الاشتراكي"حول المتابعات القضائية لأعضاء في مجلس المستشارين الغرفة الثانية في البرلمان دينوا باستخدام أموال للتأثير على الناخبين، مؤشراً لعودة الصراعات بين الحزبين الرئيسين العضوين في الائتلاف الحكومي. وكان لافتاً أن قيادياً في جماعة"العدل والإحسان"المحظورة تحدث عن إمكان فتح حوار بين الجماعة والسلطات. ونقل عن عضو مجلس الارشاد في الجماعة عبدالواحد المتوكل قوله إنها كانت دائماً"مستعدة للحوار". غير أنه رهن ذلك بتأكيد أن أي مفاوضات محتملة"لن تطاول مبادئ الجماعة"، في اشارة إلى رفضها مفهوم الديموقراطية الغربية وعدم التزامها بكامل نص دستور البلاد. وتكمن أهمية التصريح في أنه يأتي عقب تصعيد المواجهة بين"العدل والإحسان"والسلطات على خلفية"رؤيا 2006"التي تحدثت فيها الجماعة عن"قومة"تشهدها البلاد قبل نهاية العام الجاري، ما اعتبر دعوة إلى انقلاب. إلى ذلك، هدد ناشطون إسلاميون بمقاضاة أسبوعية مغربية نشرت ملفاً حول النكتة في المجتمع، اعتبروه"مسيئاً"للذات الالهية والملائكة والإسلام. وقال موقع الناشط الإسلامي عبدالفتاح رحمون إن"هناك استعدادات لمقاضاة"أسبوعية"نيشان"المغربية في ما يتعلق بالملف الذي تضمن"تشنيعاً خطراً"ضد العقيدة، في حين رأى ناشر"نيشان"الزميل رضا بن شمسي أن النكات موضوع الانتقاد متداولة في المجتمع و"ليس فيها أي انتهاك لحرمات الدين الاسلامي". وشدد على أن نشر الملف"يتماشى وحرية التعبير التي لا يجب المساس بها". غير أن ردود الفعل على نشر الملف تصاعدت، خصوصاً بعد توجيه أحد أئمة المساجد في مدينة آسفي على الساحل الأطلسي انتقادات شديدة إلى موقف الصحيفة الذي عزاه إلى"استشراء التفسخ والانحلال"، ورأى أن موقفها"يتجاوز مخاطر"نشر الرسوم المسيئة إلى النبي محمد في صحيفة"يولاندس بوستن"الدنماركية. وكانت رودود فعل مشابهة رافقت نشر أعمال اعتبرت مسيئة للاسلام، آخرها إعلان الشاعر عبداللطيف اللعبي وقف تدريس روايته"قاع الخابية"ضمن المقررات المدرسية، بعد اعتبارها"مخلة بالحياء"، ما اعتبره اللعبي"منافياً لثقافة التحديث".