سمح "الوقت المستقطع" الذي أتاحته الوساطة العربية بين الأفرقاء اللبنانيين بتوجيه الأنظار نحو الاتصالات واللقاءات الخارجية، بموازاة تحرك الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل لإيجاد مخرج من المأزق اللبناني الذي بلغه كل من الأكثرية والمعارضة، في انتظار عودة الوسيطين العربيين إلى بيروت الثلثاء المقبل. فاجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في موسكو أمس، للبحث في الوضع المتوتر في لبنان، في ظل أنباء عن سعي القيادة الروسية إلى حلول وسط بين الحكومة اللبنانية وبين سورية التي يزور رئيسها بشار الأسد موسكو في 19 الجاري، وبين الأكثرية والمعارضة التي واصلت اعتصامها في وسط بيروت التجاري الذي أصيب بالشلل الكامل، لليوم الخامس عشر على التوالي. راجع ص7 و8 وأعلن السنيورة اثر لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي ايفانوف ان لبنان مستعد لاجراء محادثات مباشرة مع سورية وإيران"شرط احترام مصالحه الوطنية". وأضاف:"نرغب في الجلوس الى طاولة محادثات مع أشقائنا السوريين والإيرانيين، ولا نعارض ذلك إطلاقاً. موقفنا راسخ، في هذا المجال، إذ نسعى الى ضمان مصالحنا الوطنية: استقلال لبنان وسيادته وإنفتاحه على العالم". وأكد عدم وجود علاقات عداء بين لبنان وأي بلد في العالم ما عدا اسرائيل. وأشار الى ان سلاح"حزب الله"شأن"داخلي لبناني ويعتمد على الحوارات الداخلية. كما أعلن قبل لقائه الرئيس الروسي أنه سيطلب من موسكو الضغط على دمشق كي تنظّم علاقاتها مع لبنان، فيما أمل بوتين بأن يتمكّن اللبنانيون من حلّ مشاكلهم الداخلية. وأعلن الاتحاد الأوروبي بعد اجتماع لقادته على مستوى القمة دعماً جديداً لحكومة السنيورة، داعياً سورية الى وضع حدّ"لكل التدخلات في الشؤون الداخلية اللبنانية". وأكدت مصادر ديبلوماسية أوروبية في بيروت ل"الحياة"ان المجتمع الدولي يدعم مبادرة موسى، ودعا الاكثرية والمعارضة الى تقديم تنازلات متبادلة وفق التصور الذي يطرحه للحل، معتبرة تلك الأفكار جيدة ومقبولة لمجرد أنها لا ترضي الفريقين، ومشيرة الى ان البيان الرئاسي لمجلس الأمن يشكل إطاراً يؤكد استمرار التزام المجتمع الدولي بدعم الدولة اللبنانية والحكومة المنتخبة ديموقراطياً. وشهد يوم أمس، غداة مغادرة موسى بيروت خفضاً نسبياً للحملات الإعلامية في وسائل الإعلام المرئية، من دون إلغاء هذه الحملات، في اختبار أولي لدعوة موسى الى هدنة إعلامية خصوصاً خلال الأعياد وفي ظل انتظار الجميع عودة الأمين العام الى لبنان. وفيما واصلت المعارضة حشد مناصريها ليلاً في الاعتصام المفتوح ضدّ حكومة السنيورة، واصلت قوى 14 آذار تنظيم التظاهرات والتجمعات الحاشدة في المناطق دعماً للحكومة ودفاعاً عنها، وشهدت منطقة البقاع تجمعاً كبيراً أمس تحدث خلاله عدد من قادتها. وألقى زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري كلمة عبر الهاتف من بيروت أكد فيها أن السنيورة لن يسقط، داعياً الى إسقاط رئيس الجمهورية اميل لحود"الذي يتلقى الأوامر اليومية من ريف دمشق". لكنه شدّد على ان لا حلّ من دون حوار، وقال إن"الذين يدافعون عن العرب هم الذين طعنوا العروبة في الظهر ويريدون تسليم قرار العرب لغير العرب". واعتبر ان قتلة الرئيس السابق رفيق الحريري معروفون... لا لعودة نظام الأجهزة والتسلّط، والمحكمة الدولية آتية والمجرمون سيقفون في قفص الاتهام من أعلى رأس بينهم الى أصغر واحد فيهم". وأعلن أحد قادة المعارضة رئيس الحكومة السابق عمر كرامي بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ان المعارضة ستنتظر عودة موسى الى بيروت وإلا فإن هناك درساً لخطوات تصعيد تدريجية.