اعاد الرئيس جورج بوش امس فتح ملف الوضع الداخلي في سورية، ودعاها الى اطلاق سراح السجناء السياسيين والتوقف عن "تقويض السيادة اللبنانية". وجاء بيان للبيت الابيض تلقت "الحياة" نسخة عنه، ليضع حدا لتكهنات ترددت منذ صدور توصيات لجنة دراسة العراق ومفادها أن واشنطن قد تتجه الى حوار مع سورية في مقابل تعاون دمشق مع جهود تحقيق الاستقرار في العراق. وقال بوش الذي بدا وكأنه يمهد لرفض توصيات لجنة بيكر - هاملتون في شأن فتح حوار مباشر مع سورية وايران، إن بلاده"تدعم تطلعات الشعب السوري الى الديموقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير". واضاف ان"السوريين يستحقون حكومة تستمد شرعيتها من ارادة الشعب وليس من القوة الطاغية". وجاء في البيان ان"على النظام السوري ان يطلق سراح السجناء السياسيين فورا، بمن فيهم عارف دليلة وميشال كيلو وانور البني ومحمود عيسى وكمال اللبواني"، معربا عن القلق ازاء حرمان المعتقلين والسجناء السياسيين من حقهم في الرعاية الطبية، فيما يحتجز بعضهم في سجون تضم مجرمين يتميزون بالعنف. كما دعا الرئيس الاميركي سورية الى كشف مصير ومكان وجود اعداد كبيرة من المواطنين اللبنانيين الذين"اختفوا بعد اعتقالهم في لبنان خلال عقود من الاحتلال العسكري السوري". كما حث دمشق على"الإمتناع عن محاولات تقويض الحكومة اللبنانية ذات السيادة وعدم التدخل لمنع الشعب اللبناني من حقه في المشاركة في العملية الديموقراطية بمعزل عن التهديد والارهاب". واعتبر ان الشعب السوري يتطلع الى مستقبل مزدهر يقدم فرصا افضل لابنائهم ويتطلعون الى حكومة تحارب الفساد وتحترم سيادة القانون وتضمن حقوق جميع السوريين وتعمل من اجل تحقيق السلام في المنطقة. وابلغت مصادر اميركية رسمية"الحياة"ان بوش سيلقي خطابا خلال الشهر المقبل يتجاوز فيه الجدل على تقرير بيكر - هاملتون، ويرفض فيه الانفتاح على سورية وايران على حساب مستقبل كل من لبنانوالعراق ومبدأ دعم الديموقراطية في المنطقة. واشارت المصادر الى ان بوش سيتمسك بشرط"توقف سورية عن دعم الارهاب في العراق وفلسطين ولبنان وعن محاولة تقويض الحكومتين العراقيةواللبنانية كشرط مسبق لفتح حوار معها"، فيما اكتفى بشرط وقف تخصيب اليورانيوم في ما يتعلق بدعوة فتح حوار مع طهران. وعقد بوش امس لقاء لمراجعة الاستراتيجية في العراق والمنطقة في اعقاب صدور توصيات بيكر - هاملتون وردود فعل القادات العسكرية والمدنية في البنتاغون ومجلس الامن القومي عليها، علما أن وزير الدفاع المستقيل دونالد رامسفيلد كان بعث بمذكرة تضمن توصيات لتغيير النهج في العراق قبل يومين من استقالته التي تصبح نافذة الاسبوع المقبل. وذكرت مصادر وزارة الدفاع ل"الحياة"ان وزير الدفاع المعين روبرت غيتس سيقدم على تغيير كبار المسؤولين المدنيين في وزارته، بمن فيهم ستة من مساعدي وزير الدفاع السابق ونوابه.