اعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني التقرير الذي اعدته لجنة بيكر - هاملتون "غير عادل يتضمن فقرات من شأنها تقويض سيادة العراق". والتقرير الذي رفضه المسلحون وحزب "البعث"، رأى فيه تنظيم "القاعدة" محاولة لتأسيس "اتفاقية سايكس - بيكو جديدة". وقال طالباني في تصريحات في مقره الرئاسي"أرفض التقرير بشكل كلي". مضيفاً انه"يتعامل مع العراق كمستعمرة صغيرة يفرض شروطه عليها. وتجاهل حقيقة كوننا بلداً سيداً ومحترماً"، في اشارة الى تلميح التقرير سحب الدعم الأميركي للحكومة. وكان التقرير الذي اعدته مجموعة يرأسها وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر والسيناتور السابق لي هاملتون من انه"اذا لم تحرز الحكومة العراقية تقدماً جوهرياً في تحقيق أهداف المصالحة الوطنية والأمن وحسن الإدارة، فعلى الولاياتالمتحدة ان تخفض دعمها السياسي والعسكري والاقتصادي"لها. ووصف طالباني التقرير بأنه"يتجاهل النضال الطويل للشعب العراقي ضد الديكتاتورية". وقال انه ورئيس الوزراء نوري المالكي طالبا باستمرار"بتسلم المزيد من المسؤوليات الأمنية لكن أيادينا مقيدة في هذا المجال"، وشدد على ضرورة ان"يمارس العراق سيادته في الملف الأمني". ولم يحظ التقرير بقبول كامل لدى الاوساط السياسية العراقية على اختلاف توجهاتها، ففيما انتقدته احزاب شيعية في السلطة لأنه يحض على الحوار مع البعثيين والمسلحين ويتهم الميليشيات بارتكاب مجازر، وجدت فيه أحزاب كردية"محاولة لتقويض سلطات اقليم كردستان، خصوصاً ما يتعلق باقتراح منح الحكومة المركزية صلاحية لتقاسم ثروات الاقليم". واعتبره سياسيون ومسلحون سنة"يمنح ايران دوراً شرعياً على المسرح العراقي ولا ينص على جدولة الانسحاب". وأعلن حزب البعث في بيان امس تلقت"الحياة"نسخة منه ان"من يتعامل مع تطورات العراق مباشرة، واستناداً الى معرفة دقيقة يلاحظ بوضوح، لا لبس، ان الحليفتين الأساسيتين اميركا وايران قد هزمتا والمقاومة الوطنية العراقية حققت النصر العملي، وتكلل ذلك بإعلان تقرير بيكر ثم اعتراف بوش شخصياً بأن اميركا فشلت". الى ذلك، أكدت جماعات مسلحة ان التقرير"مدخل لاستراتيجية اميركية جديدة على المسلحين مواجهتها". وقال قيادي في"كتائب ثورة العشرين"في اتصال مع"الحياة"ان"التقرير الاخير يحدد ملامح استراتيجية اميركية تأتي في اعقاب فشل السياسة السابقة في شق صفوف الجماعات المسلحة عبر سحبها الى طاولة مفاوضات بشروط اميركية". واضاف ان نقاشات جرت بين قيادات مسلحة خلصت الى ان التقرير"يعكس رؤية الادارة الاميركية الحالية، على رغم ما جاء فيه من اعترافات وعلى المسلحين تطوير استراتيجياتهم القتالية والسياسية لمواجهة التغييرات الجديدة في الاستراتيجية الاميركية التي تحاول الانسحاب من ساحة المواجهة المباشرة الى معسكرات دائمة وفتح المجال أمام حرب اهلية طاحنة لا يتعرض فيها الاميركيون الى خسائر". وجاء في بيان موقع باسم"وزارة اعلام دولة العراق الاسلامية"ان"القادة العسكريين في جيوش التحالف الصليبي أدركوا ضرورة الانسحاب من المستنقع الذي دخلوا فيه منذ ما يقرب الأربع سنوات بسبب غباء ورعونة حكوماتهم ...، وعلى هذا جاءت توصيات مجموعة دراسة العراق أو ما يسمى بلجنة بيكر - هاملتون".