تزايدت المواقف من بعض قوى المعارضة التي تعتبر ان اعتصامها استنفد أغراضه، خصوصاً أن قوى عدة في صفوف السنّة أخذت تخشى من الحساسيات المذهبية في ظل الفرز الحاصل وتحركات التضامن مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مقابل المطالبة بإسقاطه. وسبق أن رفضت جمعية"المشاريع الخيرية الإسلامية"القريبة من قوى المعارضة المشاركة في التحرك أصلاً. كما ان"الجماعة الإسلامية"المنفتحة على"حزب الله"والأكثرية، سعت مرات عدة الى طرح مبادرة لمخرج وسطي. ونقلت قيادة"الجماعة"التي هي على صلة ببعض تنظيمات"الأخوان المسلمين"في بعض الدول العربية الى"حزب الله"أن الأجواء العربية حياله أخذت تتغير بعد الدعم الذي تمتع به نتيجة صموده في وجه العدوان الإسرائيلي. كما ان الرئيس عمر كرامي حرص على فرملة اندفاعه الى جانب التصعيد من قادة المعارضة. برز موقفان يدلان إلى تمايز داخل صفوف المعارضة اللبنانية، الأول للنائب السابق فتحي يكن الذي حذر من"اقتحام السرايا"الحكومية، والثاني لل"الكتلة الشعبية"الزحلاوية التي اعتبرت أن"الشارع استنفد". وموقف الداعية يكن، وهو المؤيد للمعارضة والخطيب في ساحات اعتصامها، يأتي مخالفاً لبعض التهديدات المعارضة باحتلالها في المرة المقبلة، ومؤكداً أنه"لا يحق لأي فريق الانفراد في اتخاذ المواقف". وفي الإطار نفسه يندرج موقف"الكتلة الشعبية"وهي جزء تكتل"الإصلاح والتغيير"الذي يترأسه النائب ميشال عون. وأكد يكن في بيان أمس الثوابت التالية: 1- لا يحق لأي فريق من أفرقاء المعارضة الانفراد باتخاذ مواقف أو قرارات تتعلق بالوضع العام، ولا بد من التشاور وتمحيص الأمور جماعياً قبل صدور القرار، وذلك حفاظاً على وحدة المعارضة وضماناً لسلامة مواقفها وتوجهاتها. 2- احتلال السراي خط أحمر لما يترتب عليه من مفاسد وتداعيات تفوق الحصر والتوقع، من شأنها تدويل المواجهة، وتقديم ذريعة لتطوير مهمات قوات"اليونيفيل". 3- التشبث في مبدأ تشكيل حكومة اتحاد وطني واحدة وليس تشكيل"حكومة ثانية"مضادة، وملاحظة أن مؤدى ذلك الوقوع في شراك المشاريع العدوة التقسيمية والتفتيتية". وزار وفد من"الكتلة الشعبية"في زحلة، برئاسة النائب الياس سكاف البطريرك الماروني نصرالله صفير وضم النواب: جورج قصارجي وكميل معلوف وسليم عون وعاصم عراجي. وبعد اللقاء الذي عرضت فيه التطورات، أوضح سكاف أن"الزيارة تأتي لتأييد ثوابت الكنيسة المارونية ولمناقشتها مع صاحب الغبطة آملين ان تلقى الحلول المرتجاة". ثم تلا النائب قصارجي بياناً رسمياً عن الكتلة، جدد فيه تأييد"الكتلة"ل"نقاط بيان الثوابت الذي صدر عن بكركي الأسبوع الفائت". واعتبر بيان الكتلة أن"الشارع الذي لجأ إليه الطرفان أدى غرضه، والوقت حان للتفكير في حل سياسي". ولدى خروج وفد الكتلة الشعبية من بكركي، التقى رئيس اللجنة التنفيذية في"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع، حيث كانت دردشة تناولت مختلف القضايا المطروحة، خصوصاً ضبط الشارع في كل المناطق اللبنانية. وكان اتفاق على ان الشارع استنفد ويجب البحث عن الحلول السياسية السريعة.