سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مطالبات بإيجاد "سباكات" و "كهربائيات" محل الرجال في المنازل والمدارس . السعودية : جلسة التعليم الفني تخرج "الحوار" من "النزاعات" ودعوات الى تغيير النظرة الاجتماعية ازاء أصحاب المهن
غابت الاختلافات الأيديولوجية عن المشهد الحواري السعودي، في اليوم الاخير من الحوار الوطني الفكري السادس الذي أنهى أعماله أمس في الجوف شمال البلاد. إذ أن عنوان التعليم الفني والتدريب المهني بعيد عن القضايا الساخنة، وسط اتفاق كل الأطياف على الرؤية النهائية لإصلاح قطاعات التعليم الثلاثة. وبرزت المطالبات النسائية بفتح المجال المهني أمام المرأة السعودية. وركزت المداخلات على ضرورة تغيير"النظرة الدونية"الى التعليم المهني، في الوقت الذي ما زال بعض يحتفظ بعادات تمنع زواج أصحاب المهن، أو ما يعرف ب"الصانع"، داعية الى التسلح باتقان المهن الحرفية واللغة الانكليزية لتخفيف الاعتماد على غير السعوديين، ومحذرة من خروج 63 بليون ريال من البلاد سنوياً. وتضمنت"الرؤية الوطنية"النهائية أن"اللقاء الوطني السادس للحوار الفكري، سبقه 13 لقاء في عدد من مناطق السعودية للحوار حول واقع التعليم، بهدف التعرف على جميع وجهات النظر الهادفة إلى تطويره بوصفه قضية وطنية ذات تأثير جامع لجوانب الحياة ومتطلباتها الراهنة والمستقبلية كافة". وخلصت"الرؤية"الى تبني عدد من الاقتراحات التي طرحت مطالبة ب"مراجعة سياسات التعليم، وتطوير المناهج، وتحسين أوضاع المعلمين، وتوفير المباني التعليمية الحكومية"، وجميعها تابعة لقطاع التعليم العام. ووجهت"الرؤية"التعليم العالي الى"التطوير التنظيمي للجامعات، وتطوير خطط الجودة التعليمية، والتوسع في القبول والطاقة الاستيعابية، والارتقاء بالبحث العلمي"، ولخصت دعواتها الى التعليم الفني الذي لم يشهد خلافاً على برامجه بأن"يسند تنفيذ بعض برامجه للقطاع الخاص، وان يتم التوسع في مؤسساته تدريجياً". وطالبت المشاركة أسماء الخميس بأن"تمكن المرأة من تعلم مهن مثل السباكة والكهرباء، لتدخل الى البيت لإصلاح أي عطل فني في السباكة أو الكهرباء من دون قيود وكذا الى مدارس البنات التي يستمر العطل فيها أياماً لعدم قدرة الرجال على الدخول إليها أثناء وجود المعلمات والطالبات". وتساءل أستاذ الفلسفة الدكتور أحمد الزيلعي في مداخلته عن عدم وجود الشباب السعودي المتخرج في المعاهد والكليات التقنية في المحال التجارية. وقال:"عند دخولي أي محل تجاري مثل محال أجهزة الكومبيوتر والأجهزة الكهربائية أجد جيشاً من العمال الأجانب". وأثار المهندس عبدالله المعلمي قضية عدم تأهيل الشبان السعوديين لسوق العمل بالشكل المأمول، وقال:"نسبة كبيرة من خريجي المعاهد الفنية والتقنية غير مؤهلين، ولا يلتزمون أوقات العمل". وطرحت مديرة تحرير مجلة"المعرفة"فاطمة العتيبي فكرة إيجاد وظائف تحتاجها سوق العمل وغير مشغولة بسعوديات. ولاحظت ان"المؤسسات الصحافية تحتاج إلى وظائف نسائية في الإنتاج والإخراج الصحافي، ولا توجد كلية أو معهد للصحافة في بلادنا". ورأت الدكتورة سالي التركي ضرورة"تغيير الفكرة القديمة عن المهن من الذاكرة التقليدية، وإعطاء حوافز لترغيب الشبان والفتيات، مثلما فعلت الدولة عندما أرادت جذبهم الى الجامعات في السابق". ورد محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص الذي حضر، هو وكبار مسؤولي المؤسسة على دور المؤسسة في التدريب المهني، بالقول:"خصصت الدولة 9 بلايين ريال لإنشاء وتطوير 49 كلية للتعليم المهني و142 معهداً مهنياً في مناطق المملكة كافة، ولا شك أن هذه البنية توفر بيئة متميزة بعد انتهاء هذه المنشآت بعد خمس سنوات". وأوضح أن"جميع المداخلات في هذا اللقاء واللقاءات التحضيرية تمثل رؤى وأفكاراً قيمة، أخذت المؤسسة ببعضها، وبعضها الآخر يحتاج إلى بحث ودراسة". وأضاف الغفيص الذي حضر كل الجلسات أن"المؤسسة تستفيد من التجارب العالمية ومن الدراسات الخاصة في مجال التعليم المهني، بمعنى أن كل برنامج ينفذ يُبنى على خطط واستراتيجيات واستطلاع تجارب دولية، وأن نظام المؤهلات المهنية والفحص المهني حصيلة تجارب دولية، ونقوم أيضاً بالتدريب العسكري المهني".