قالت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات، وهي مجموعة أبحاث، ان السودان ما زال يوفّر ملاذاً لأعضاء جماعة"جيش الرب للمقاومة"على رغم أمر القاء القبض الدولي وعلى رغم الحملة العسكرية الجديدة ضد زعماء هذه الجماعة التي اشتهرت بدمويتها. وأضافت المجموعة ذات النفوذ في تقرير أرسل الى"رويترز"في نيروبي، أمس الأربعاء، انه مع دخول واحدة من أسوأ حروب العالم وأكثرها تجاهلاً عامها العشرين"لم تظهر في الافق"نهاية قريبة للصراع الذي عصف بشمال اوغندا. وأدى تمرد"جيش الرب للمقاومة"بقيادة جوزيف كوني الى نزوح اكثر من 1.6 مليون شخص ومقتل عشرات الآلاف ودفع الدولة الى انفاق أموالها المحدودة على محاربته بدل انفاقها على مكافحة الفقر في الدولة الواقعة في شرق افريقيا والتي يصل عدد سكانها الى 27 مليون نسمة. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في تشرين الأول اكتوبر أوامر اعتقال بحق كوني وأربعة آخرين من زعماء"جيش الرب"، مما أدى الى تنامي الضغط الديبلوماسي لإنهاء الصراع. لكن المحكمة الجنائية الدولية لا تملك سلطة تنفيذ أوامر الاعتقال. وعلى رغم الجهود الجديدة التي يبذلها الجيش الاوغندي، كثّف"جيش الرب للمقاومة"من هجماته واستهدف بعضها عمال إغاثة أجانب، وبقي زعماؤه يراوغون الاعتقال. وانتقد تقرير المجموعة الدولية لإدارة الأزمات السودان الذي يقع الى الشمال من اوغندا لأنه يدعم كوني وآخرين يعتقد انهم يختبئون هناك. وقال التقرير"هناك تقارير موثوق بها تفيد ان عناصر من المخابرات العسكرية السودانية ما زالت تساعدهم". وأضاف:"موقع كوني وهو على بعد 100 كيلومتر تقريباً شمال جوبا يشير الى ان عناصر من الحكومة ما زالت توفر له المأوى". واتُهمت الخرطوم بدعم"جيش الرب للمقاومة"خلال حربها الطويلة ضد متمردي جنوب السودان والتي انتهت عام 2005. ومنذ صدور أوامر الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية سمح السودان للقوات الاوغندية بالتوغل في اراضيه لملاحقة المتمردين والقبض عليهم. وينفي السودان مساعدته متمردي"جيش الرب للمقاومة". وتقول المجموعة صاحبة التقرير:"تعترف الخرطوم الآن بأنها وفّرت الملاذ والدعم في مجال الشحن والنقل والإمداد لجيش الرب للمقاومة في اطار استراتيجيتها لإشاعة عدم الاستقرار وحملة الأرض المحروقة التي تستهدف المدنيين في جنوب السودان، لكنها تقول ان أي مساعدة مستمرة حتى الآن لم تعد تعكس السياسة الرسمية للحكومة". وأضافت المجموعة ان"جيش الرب للمقاومة"ما زال"أداة مغرية"تستخدمها الخرطوم في الجنوب. ويشتبه قادة الجيش الاوغندي ان كوني ومقاتليه يتلقون دعماً مباشراً، مثل ابلاغهم بأي عمليات عسكرية تستهدفهم قبل وقوعها. ونقلت المجموعة عن مسؤول أمني أوغندي قوله"ستستمر الخرطوم في توفير الحماية له كوني ولا يمكن لجيش الرب للمقاومة ان يستمر من دون حماية من السودان".