روى القيادي السابق في "الجماعة الإسلامية المقاتلة" الليبية نعمان بن عثمان أبو تمامة الليبي، في مقابلة مع"الحياة"، قصة لقاءات استمرت أياماً بين قادة جماعات"جهادية"في قندهار العام 2000، ووافق في نهايتها زعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن على وقف عملياته انطلاقاً من أفغانستان. وهذه الرواية الأولى عما دار من نقاشات في تلك اللقاءات على لسان أحد المشاركين فيها، وهي تكشف مدى الخلافات بين"الجهاديين"في شأن شرعية"تجاوز"العرب - وتحديداً"القاعدة"- حركة"طالبان"في التخطيط لعمليات انطلاقاً من أراضيها ومن دون علم منها. وقال بن عثمان إن بن لادن وافق فعلاً في لقاءات قندهار على وقف عملياته ضد الأميركيين انطلاقاً من أفغانستان، بعدما اقتنع على ما يبدو بحجج قدمها هو والمسؤول الشرعي في"الجماعة المقاتلة""أبو منذر الساعدي"، في شأن ضرورة التزام تعليمات حكومة"طالبان"وعدم القيام بأعمال من دون علمها. لكنه نقل عن زعيم"القاعدة"قوله لقادة"المقاتلة"، وغيرهم من قادة الجماعات الجهادية الحاضرة وبينهم الدكتور أيمن الظواهري و"أبو حفص المصري"، ان"هناك عملية واحدة هي الآن في طور الإعداد والتنفيذ، والاستعدادات لها شبه اكتملت ولا يمكن أبداً أن أتراجع عنها. لكن بعد أن تنتهي هذه العملية سأتوقف عن العمليات"، في إشارة إلى التحضيرات لهجمات 11 ايلول سبتمبر 2001 في واشنطن ونيويورك. وقال بن عثمان ان بن لادن أبقى أمر"غزوة سبتمبر"سراً، وانه لم يتوقع عملية بحجم ما حصل في واشنطن ونيويورك. وأقر بن عثمان الذي يعمل حالياً في"منتدى ليبيا للتنمية"بأن"المقاتلة"خسرت المعركة مع الحكم الليبي الذي استطاع تفكيك الجماعة واعتقال قادتها بمساعدة الاستخبارات الأميركية وعلى رأسهم"أميرها"عبدالله الصادق والمسؤول الشرعي"أبو المنذر"، وكلاهما مسجون حالياً في ليبيا. وحصلت"الحياة"من بن عثمان على صور له ولقادة"المقاتلة"في أفغانستان، وبينها صورة للصادق تُنشر للمرة الأولى. راجع ص15